Loader
منذ 3 سنوات

حكم الذهاب للسينما ومشاهدة الأفلام الخليعة


  • فتاوى
  • 2021-06-26
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (744) من المرسل أ. م. م. من المنطقة الشرقية، يقول: سافرت إلى ألمانيا للتدريب في أحد المصانع، كنا نقيم الصلاة في مسجد وفقنا الله تعالى إلى تكوينه وإقامته في هذا المصنع، ولكن كنا بعض الوقت نذهب للسينما للتسلية فقط كنا نرى بعض الأفلام الخليعة؛ لأن هذه حياتهم في ألمانيا، فهل مجرد النظر فقط لهذه الأفلام فيه أثم ومنع؟ أفيدونا بارك الله فيكم.

الجواب:

الإنسان مركب من بدن ومن روح ولكل منهما غذائه، فالبدن يغذى بالأمور المادية كالأكل والشرب، وكذلك استخدام الوسائل التي تقيه كاستخدام السكن واستخدام الملابس وما إلى ذلك هذه أمور مادية وهي غذاء للبدن، وهذا الغذاء له تأثير على البدن، فإذا كان الغذاء طيباً، فإن البدن يكون طيبا، وإذا كان الغذاء محرماً،  فأيضاً له تأثير على البدن. ومن أعظم التأثير عليه أن يحصل عنده كسل في باب أوامر الله، ويحصل عنده نشاط في ارتكاب النواهي، يعني في ارتكاب الأمور التي نُهي عنها يكون عنده في أمور الشر ويكون عنده كسل عن أمور الخير. وبالعكس إذا كان الغذاء طيب، فإنه ينشط في باب أوامر الله يفعلها، وينشط في النواهي يتركها. والروح لها غذاء؛ وغذائها هو ما جاء عن الله جلا وعلا، وعلى لسان رسوله ﷺ يعني كتاب الله وسنة رسوله ﷺ وما شرع من تطبيق العبادات من صلاة وصيام وزكاة وحج وغير ذلك، فهذه الأمور تغذي روح الإنسان، وعلى العكس إذا كان يُمد روحه بمغذيات رديئة؛ كاستعمال الأغاني وكالنظر إلى الأمور المحرمة، وكالذهاب إلى مواضع الفجور والفسق وغير ذلك من الأمور المحرمة، فهذه تغذي روحه غذاءً رديئاً. والروح إذا غُذيت بالوحيين، فإنها تقوى وتساعد الإنسان على تطبيق أوامر الله جلا وعلا من جهة الفعل، وتساعد أيضاً على ترك النواهي، وإذا غُذيت الروح بغذاءً رديئاً، فإنها تخبو وتضعف عن فعل أوامر الله جلا وعلا، وتقوى في مصاحبة الأشرار والسكون إليهم.

وبناءً على هذا الكلام الذي سبق من جهة غذاء الروح ومن جهة غذاء البدن، وتأثير هذا الغذاء إذا كان حسناً أو كان سيئاً على الروح من جهة وعلى البدن من جهة أخرى، فإن غذاء البدن إذا كان طيباً فله تأثير على الروح أيضاً، وكذلك إذا كان غذاء الروح طيباً، فله تأثير طيب على البدن، وإذا كان غذاء البدن خبيثاً، فله تأثير على الروح، وكذلك إذا كان غذاء الروح رديئا، فإنه مؤثر على البدن. وعلى هذا الأساس فما سأل عنه السائل هو من الغذاء الخبيث للروح، وإذا كان هذا الغذاء خبيثاً، ولا يعطي الروح إلا تكاسلاً عن أمور الخير ويتعدى هذا إلى البدن، فلا يكون عند الإنسان نشاط في أمور الخير.

فعلى الشخص أن ينظر إلى نفسه من جهة ما يزاوله من أعمال عليه، أن يرجع إلى نفسه فيما يزاوله من أعمال،  وكذلك ما يكسبه من مال ويغذي به بدنه، عليه أن ينظر في تناول وعمل ما يغذي به بدنه وروحه غذاءً طيباً حتى يستقيم على أمر الله جلا وعلا، وعليه أن يتجنب جميع الأمور التي تُغذي بدنه أو تُغذي روحه غذاءً خبيثاً؛ لأنه بذلك يحقق المصلحة لنفسه ويدرأ المفسدة عنها، وبالتالي يسير على نهج سليم في حياته، وبالله التوفيق.