حكم تنظيم النسل وتحديده
- النكاح والنفقات
- 2021-07-12
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (5901) من المرسل السابق، يقول: ما حكم الشرع في تنظيم النسل وتحديده؟
الجواب:
من الغريب أن الشخص عندما يوجد عنده مانعٌ طبيعي من الإنجاب كالعقم أو أي مانع لكنه قابل للعلاج سواء كان ذلك في للرجل أو في المرأة، فإن كلّ واحدٍ من الزوجين يسعى للحصول على الأولاد بالطرق الشرعية، فيذهب للبحث عن الوسائل أولاً هل عنده استعداد للحمل، المرأة هل عندها استعداد؟ يعني: الرجل هل عنده استعداد للإنجاب؟ والمرأة هل عندها استعدادٌ أيضاً؟
فعندما يبحث عن الوسائل وتكون الوسائل متوفرة بعد ذلك يبحث هل يوجد مانع يحتاج إلى علاج؛ كحصول الانسداد أو ضيق في القنوات التي تكون مجرىً لما ينشأ عنه الحمل، فيبحث عن العلاج لهذه الأمور، وعندما يكون الاستعداد طبيعياً عند الرجل وعند المرأة، وقد قدّر الله -جلّ وعلا- في علمه الأزلي الإنجاب بكثرة من هذا الرجل أو هذه المرأة يسعى كلّ واحد منهما إلى تقليل النسل، فالأول يبحث عن وجود ولدٍ أو بنت، وهذا يسعى إلى منع الإنجاب فأمر الناس في الحقيقة غريب، فالله -تعالى- يقول: "لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ (49) أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ (50)"[1]، فالطريقة الشرعية أن الإنسان يستسلم لسنن الله الكونية، إذا كان يحتاج إلى علاجٍ من أجل الإنجاب فإنه يستعمل الإنجاب، أما إذا كان ينجب فإنه لا يسعى إلى تقليل الإنجاب بالنسبة له وبالنسبة للمرأة؛ لأنه إذا سعى إلى ذلك فقد يُعاقب بموت الموجودين من أولاده، كما حصل لشخص اتفق مع زوجته على ربط الرحم أو استئصال الرحم، فذهب بها إلى المستشفى وأجريت لها عملية استئصال الرحم وتم إجراء العملية، فذهب بأولاده الأربعة إليها للمستشفى وحصل عليهم حادث في الطريق توفي هو وجميع أولاده الأربعة، وبقيت هي في المستشفى منفردةً، فلا ينبغي للإنسان إذا فتح الله باب من أبواب الخير أن يسعى إلى إغلاقه. ومن أبواب الخير حصول الذرية فإن النبي ﷺ قال: « تزوجوا الودود الولود فإني مكاثرٌ بكم الأمم ». وبالله التوفيق.