Loader
منذ 3 سنوات

رجل لديه زوجتان ولا يعدل بينهما، ولا بين أولادهما ويريد من ابن زوجته التي لا ينفق عليها أن يعطيه ما يملكه


الفتوى رقم (5331) من المرسل م. م. ص. من أبها، يقول: والدي متزوج من امرأتين أمي والزوجة الثانية؛ ولكن مع الأسف لم يعدل بينهما. فوالدتي وإخوتي يعاملهم مثل الغرباء بل أكثر من ذلك، ونحن يوجد لدينا غرفة واحدة داخل البيت بينما إخواني معهم في بقية البيت. والدتي هي التي تصرف علينا؛ لأنه يوجد لديها قليل من الغنم ورثته عن والدها؛ بينما أولاده من الزوجة الأخرى يصرف عليهم بنفسه ويأكل معهم كلّ ليلة؛ فهو رجل غني عنده مزرعة وبقالة، وهذه البقالة يبيع علينا منها وأولاده الآخرون هم الذين يبيعون علينا. فضيلة الشيخ، بعدما كبرت واشتغلت وأعطيته كلّ راتبي، ومضيت على هذا الحال لمدة عشرة سنوات. بعدما قام بتزويجي من رواتبي؛ لكن لم يعامل أولادي مثل أولاد إخواني. والآن أنا مستقل ببيتي وأولادي ووالدتي وإخواني الذين من والدتي وأمي مهجورة منذ عشرين سنة. والآن يريد مني أن أعطيه كلّ ما أملك، مع العلم أن كلّ ما يملك والدي كتبه باسم إخواني الذين ليسوا من أمي. أنا الآن محتار إذا أعطيته الذي معي لن يصبح معي شيء أصرف به على أولادي وأمي وإخواني، وإذا لم أعطه أخاف من المعصية، أفتوني كيف أتصرف؟

 الجواب:

        الوجه الأول للجواب: يتعلق بعلاقة أمك مع أبيك، فالواجب على أبيك أن يؤدي إليها حقها فيما يستطيعه؛ ولهذا يقول ﷺ: « اللهم إن هذا قسمي فيما أملك فلا تلمني فيما تملك ولا أملك »؛ يعني: مودة القلب وميول النفس؛ لأن هذا لا يملكه الشخص إيجاده، ولا يملك منعه؛ ولكن من ناحية النفقة والكسوة والسكن والمبيت. الأمور التي يستطيعها هذه واجبٌ عليه أن يعدل فيها.

        الوجه الثاني: من جهة علاقة أبيك بأولاده، فالواجب على الأب أن يعدل بين أولاده؛ لأن الرسول ﷺ قال: « اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم ».

        فواجب على الأب أن يعدل بين أولاده. وحينما يحصل منه جور من بعضهم فيفضّل بعضهم على بعض كما ذكر من الأمثلة في السؤال الذي مرت قراءته؛ فيكون مسؤولاً عن ذلك يوم القيامة. وكونه أباً لا يعني أن له حق الجور؛ بل هو مأمور بالعدل وواجب عليه أن يتبع هذا الأمر.

الوجه الثالث: من جهة علاقة أبيك بك أنت شخصياً من جهة ما ذكرته من أنه يريد جميع مالك مع أنه غني عن ذلك، وأنت القائم عن نفسك، وعلى زوجتك، وعلى أمك، وعلى إخوانك؛ فطلب أبيك هذا ليس له حقٌ شرعيٌ فيه بالنظر إلى أنك متحمل مسؤولية كبيرة عنه؛ فأنت تحملت سكنى أمك ونفقتها وكسوتها، ونفقة إخوانك وكسوتهم وسكناهم، وكلّ هذه الأمور واجبة على أبيك، فكيف ينظر إليك أبيك من ناحية ما تكسبه ولا ينظر إليك من جهة ما تنفقه.

        فالأب الذي يكون بهذه الصفة ينبغي أن يتنبه لنفسه، ويعلم أنه يسير على طريق جور وظلم، ولا يسير على طريق عدل. وكونه تربطه علاقة بابنه من جهة أنه أب، وأن هذا ابن، لا يعني أن له حقاً في أن يظلم ولده؛ بل واجب عليه أن يسير معه على حسب المقتضيات الشرعية. وبالله التوفيق.

        المذيع: ماذا يفعل هذا الابن هل يمتنع أن يعطي والده شيئاً؟

        الشيخ: يفهم مما سبق في أن والده ليس له حق في أن يطلب منه شيء؛ لأنه غني، ولأن هذا الشخص متحمل مسؤولية عن أبيه، ولا يجوز لأبيه أن يطلب منه شيئاً. وبالله التوفيق.