حكم إمامة من به عيب خلقي في لسانه يقلب به الحروف
- الصلاة
- 2021-12-09
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (3242) من المرسل ش. ع، من خميس مشيط، يقول: أنا شاب منّ الله عليّ بالالتزام، وأحفظ ما تيسّر لي من القرآن، وجماعة المسجد يصرّون عليّ أن أصلّي بهم أثناء عدم وجود الإمام، وعندي عيب خلقي في لساني يجعلني أنطق بعض الحروف على غير نطقها الصحيح، حاولت أن أصلح من هذا العيب فلم أستطع، فبم تنصحوني؟ ولا سيما أن أحد المصلّين قال: إن صلاتك باطلة وغير مقبولة، فهل ما قاله الشخص صحيح؟
الجواب:
يقول الرسول ﷺ: « يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله... » إلى آخر الحديث، ففيه بيان ترتيب الأولوية بالإمامة، والإمام قد يكون إماماً رسمياً، وقد يكون إماماً عرضاً. والإمام الرسمي عند تعيينه لا بدّ أن تُراعى فيه الشروط المطلوبة للإمامة. وإذا كان يتخلّف هذا الإمام عن الصلاة فينبغي أن يعّين شخصٌ أو أكثر من المصلّين، بحيث إذا غاب يتقدّم هذا الشخص الذي عيّنه الإمام وأذن له، ويكون الإمام هو الذي اختاره، واختيار الإمام يكون مبنياً على صلاح هذا الشخص المختار.
أما أن يكون المسجد فوضوياً، بحيث إذا أقيمت الصلاة تعذّر من يتقدم بالجماعة، وقد يوجد من يكون صالحاً للإمامة؛ ولكنه يمتنع عن التقدم، فيتقدّم من هو مفضولٌ مع وجود الفاضل، وقد يتقدّم من لا تجوز إمامته وإن صحت صلاته؛ لأن فيه فرقاً بين كونه لا تجوز إمامة الشخص، وبين كونه تصح صلاته، فإذن ليس هناك تلازم، فقد لا تجوز صلاته، ولا تصح إمامته، وقد يقال: لا تجوز إمامته، ولكنها تصح صلاته.
فهذا الشخص الذي سأل هذا السؤال مادام أنه يوجد في لسانه علّة، وهذه العلة تمنعه من النطق بالقرآن على الوجه المطلوب، ومن ذلك قراءته بالفاتحة، والفاتحة ركنٌ من أركان الصلاة، فننصحه هو وأمثاله بألا يتقدّم للإمامة.
أما صلاته في نفسه: فإن صلاته صحيحةٌ؛ لأنه اتقى الله ما استطاع، والله -سبحانه وتعالى- يقول: "يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ"[1]، ويقول -جلّ وعلا-: "مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ"[2]، فالآيات والأحاديث دالةٌ على أن الإنسان لا يكلّف إلا بقدر استطاعته.
وعلى الجماعة إذا أقيمت الصلاة وكان الإمام لم يعين أحداً، عليهم أن يلتمسوا فيما بينهم من هو أولى بالإمامة، وعندما يتم اختيارهم لشخصٍ يكون هو الأولى بالإمامة في ذلك الوقت، فعليه هو -أيضاً- أن يتقي الله -جلّ وعلا-، وأن يتقدّم بإمامة الناس؛ لأن له أجر صلاته، وله مثل أجر من صلّى خلفه. وبالله التوفيق.