Loader
منذ 3 سنوات

الفرق بين التوحيد والعقيدة


الفتوى رقم (6381) من المرسل (م. أ)، يقول: أرجو تبيين الفرق بين التوحيد والعقيدة.

الجواب:

        جاء جبريل إلى الرسول ﷺ وجلس عنده على صورة أعرابي فسأله عن الإحسان، فقال الرسول ﷺ: « الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك » قال: صدقت، ثم سأله عن الإيمان فقال: « أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، وباليوم الآخر وبالقدر خيره وشره ». قال: صدقت، ثم سأله عن الإسلام فقال: « أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت » فقال: صدقت. فعجب الصحابة رضي الله عنهم ولما ولى سألوا الرسول ﷺ فقال: « هذا جبريل أتاكم يعلمكم أمر دينكم ». وبناء على ذلك يتبين أن هذا الدين على ثلاث مراتب: مرتبة الإحسان ومرتبة الإحسان، مرتبتان، المرتبة الأولى: أن تعبد الله كأنك تراه. والمرتبة الثانية: فإن لم تكن تراه فإنه يراك.

        ولا شك أن المرتبة الأولى أعلى من المرتبة الثانية. والمرتبة الثانية: هي مرتبة الإيمان. والمرتبة الثالثة: هي مرتبة الإسلام.

        وعندما يذكر الإيمان في القرآن أو في السنة مفرداً فإنه يشتمل على الإيمان ويشتمل على الإسلام؛ لأن الإيمان يعتبر من أعمال القلب؛ لكن عندما يذكر مفرداً فإنه يشمل -أيضاً- الإسلام، وعندما يذكر الإسلام مفرداً في القرآن أو السنة فإنه يشمل الإيمان أيضاً، وعندما يذكر الإيمان والإسلام جميعاً يقرن بينهما فإن الإيمان يفسر بالأعمال الباطنة وهي أعمال القلب، كما قال ﷺ: « أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله وباليوم الآخر وبالقدر خيره وشره »، فيفسر الإيمان بالأعمال الباطنة، ويفسر الإسلام بالأعمال الظاهرة، ولا فرق في ذلك بين أن يكون الإنسان في الدرجة الأولى من درجتي الإحسان، أو في الدرجة الثانية من درجتي الإحسان في عبادة الله -جلّ وعلا- وحده. وعلى هذا الأساس فالصلاة والزكاة والصيام والحج؛ وهكذا النطق بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله هذه أعمال ظاهرة؛ وهكذا -أيضاً- الأمور الأخرى من المعاملات إذا فعلها الإنسان على أنه ممتثل لأوامر الله، أو ترك المحرم على أنه ممتثل لنهي الله -جلّ وعلا- فإن ذلك كله من خصال الإسلام. والتوحيد هو توحيد الله -جلّ وعلا- وهو توحيد الأسماء والصفات، وتوحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية. فتوحيد الربوبية هو توحيد الله بأفعاله، وتوحيد الألوهية هو توحيد الله بأفعال العباد، وتوحيد الأسماء والصفات هو توحيد الله -جلّ وعلا- بأسمائه وصفاته بأنه لا شريك له في ذلك ولا نظير له في ذلك. وبالله التوفيق.