Loader
منذ سنتين

حكم الذهاب لشخص يخرج الطلاسم وجمع المال له من أجل نزول المطر


الفتوى رقم (7755) من المرسل السابق، يقول: عندنا في القرية ربما يُصيبنا في بعض السنين قحط شديد ولا ينزل الغيث، يقوم أهل القرية بجمع المال وجمع تراب -أجلكم الله- من بعض الجبال، ويذهبون بهذا المال والتراب إلى أحد الناس، يقولون له: إن البلاد بحاجة إلى مطر، وقد مُنع عنا القطر، وهذا الشخص يُخرج الطلاسم التي تصيب أهل القرية ثم يأتي المطر، فهل العمل هذا جائز؟ وجهونا أحسن الله إليكم.

الجواب:

        إذا حصل امتناع نزول المطر فإن الجهة التي حصل امتناع نزول المطر عنها يحتاج أهلها إلى معرفة الأسباب ؛ لأن الله -سبحانه وتعالى- قال: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ}[1]، ويقول -جل وعلا-: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ}[2] بركات السماء نزول الأمطار، فحينئذٍ يبحثون عن الأسباب ؛ لأنهم قد يكونون متلبسين بالمعاصي، سواءٌ كانت المعاصي التي تتعلق بالعقول مثل المخدرات، أو بالأموال مثل؛ الغش، ومثل أكل الربا، وأخذ الرشوة، وغير ذلك من الأمور المحرمة المتعلقة بالأموال، أو الأعراض مثل اللواط ومثل الزنا وما إلى ذلك، أو يكون عندهم أمورٌ عقائدية، أو يعتدي بعضهم على بعضٍ من ناحية القتل عمداً وعدواناً، فلا بدّ من معرفة الأسباب التي ارتكبوها، وبعد ذلك يسعون إلى إزالة الأسباب؛ هذا من جهة.

        ومن جهةٍ ثانيةٍ يستسقون كما فعل الرسول ﷺ أنه كان إذا أجدبت الأرض يستسقي، وينزلُ المطر بإذن الله -جل وعلا-.

        أما هذه الصفة التي ذكروها من جمع المال والتراب والذهاب به إلى ذلك الشخص، فهذا إذا كانوا يعتقدون أن ذلك الشخص هو الذي يستطيع إنزال المطر، أو أن الطلاسم التي عنده تستطيع إنزال المطر إما مع الله أو من دون الله؛ هذا من الشرك الأكبر؛ لأن الله -جل وعلا- يقول: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا}[3]، ويقول -جل وعلا- في الحديث القدسي: « أنا أغنى الشركاء عن الشِرك من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه »، فالواجب عليهم أن يتركوا هذه الطريقة وأن يسلكوا المسلك الشرعي وهو الاستسقاء. وبالله التوفيق.



[1] من الآية (41) من سورة الروم.

[2] من الآية (96) من سورة الأعراف.

[3] من الآية (110) من سورة الكهف.