الفتوى رقم (4669) من المرسلة السابقة، تقول: أنا مبتلاة بحب المدح والثناء والرياء، وأخاف من هذه الخصلة خوفاً شديداً، وأرجو التوجيه حتى أبتعد عن هذه الخصال؟

الجواب:

        الشخص حسب حقيقته الواقعية، من جهة ما يتصف به من الصفات على حسب حاله، فقد يكون رجلاً مالياً ينفق من أمواله، وقد يكون عالماً ينفق من علمه، وقد يكون مسؤولاً إدارياً يتصرف في إدارته، فكل شخصٍ له ارتباطٌ بجانبٍ من هذه الجوانب ينبغي أن يسير في هذا الجانب حسب الأمور الشرعية، ولا يغتر بما يحصل من تعامل للناس معه؛ لأن كثيراً من الناس يكون الكلام عندهم رخيصاً، ومعنى ذلك: أنهم يتكلمون مع الشخص بحسب ما يتوقعون أنهم يستفيدون منه، ولهذا عندما تزول عنه هذه الصفة يمرون من عنده ولا يقولون له السلام عليكم!

        فالشخص عندما يُمدح لا ينبغي أن يغتر بهذا المدح؛ لأن الذي يمدحه ليس صادقاً في مدحه، وإنما يريد أن يستفيد من شخصيته، يستفيد من الأمر الذي عنده إذا كان مال، أوجاه أو علم، أو غير ذلك يستفيد منه بذلك، وعلى المداحين أيضاً أن يتقوا الله جل وعلا، وألا يقولوا إلا حقاً وصدقاً. وبالله التوفيق.