Loader
منذ سنتين

ما توجيهكم للمجتمع وأئمة المساجد والخطباء ووسائل الإعلام فيما يتعلق بتأخير الزواج ورفض الخاطبين؟


الفتوى رقم (8904) من المرسل ع، يقول: ما دور الناس عموماً في مثل هذه الأمور التي تحصل في المجتمعات، نرجو منكم التوجيه بالنسبة لدور أئمة المساجد والخطباء ووسائل الإعلام والمدرسين والمربيين حيال الزواج، وبيان الحق فيها وعدم رفض الخاطبين، وعدم أيضاً تأخر البنات في الزواج؟

الجواب:

        بالنسبة للشخص الذي يكون من شأنه إلقاء المحاضرات، وخطيب الجامع، والمدرس أيضاً من شأنه أن يتطرق إلى الأمور الواقعة المخالفة للشرع ويذكر البديل عن هذه الأمور المخالفة للشرع، ومن ذلك ما يحصل من التعسف في أمر الزواج.

        فلا مانع من أن الخطيب، أو المحاضر، أو المدرس في المستويات العالية، لا مانع من أن يتطرق إلى هذه المشكلة ويعيدها، لا يكتفي بمرةٍ واحدة هذا من جهة.

        ومن جهة ثانية توجد مشكلة بعد الزواج -لأن هذه مشكلة قبل الزواج- فيه مشكلة ما بعد الزواج، وذلك ما يحصل من تعسف بالنظر للمرأة، بالنظر للزوج، بالنظر إلى ولي أمرها، بالنظر إلى أمها أو إخوانها؛ بمعنى: أنهم يخببونها على زوجها، أو هو يسلك معها مسلك التعسف، أو هي تسلك معه مسلك التمرد.

        فعلى كل واحدٍ أن ينظر ما الذي له من الحق؟ وما الذي عليه من الحق؟ فيطالب بحقه، ويؤدي الحق الذي عليه.

        فقد سألتني امرأة أمس عن طريق الهاتف، تقول: أن زوجي يضربني ضرباً مبرحاً ويجبرني على أن أدخل معه في المكان الذي ينظر فيه الأفلام الخليعة، فهذا ما بعد الزواج، ولهذا قال الله تعالى قال: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ}[1]، وقال: {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ}[2]، هذا من جانب. وفيه جانب آخر هو مسألة الطلاق، فكثير من الناس يكون عنده، يعقد سبب لهذا الطلاق، فالمرأة تعقد سبباً للطلاق، لكنه سبب ليس بمشروع، والزوج يعقد سبباً للطلاق، ولكنه غير مشروع، وذلك من أجل أن تختلع منه المرأة، وقد يتدخل شخص أجنبي وذلك من أجل أن يتزوج هذه المرأة فيحملها على طلب الطلاق.

        فالمقصود هو أنه سواء كان الأمر قبل الزواج ، أو كان الأمر بعد الزواج ، أو كان الأمر من أجل حل عقدة النكاح، فعلى كل شخص أن يتقي الله وأن لا يدخل في أمرٍ إلا وهو مشروع، وبهذا يستقيم أمر الزوج وأمر الزوجة وأمر الأسرة، وبالله التوفيق.



[1] من الآية (19) من سورة النساء.

[2] من الآية (228) من سورة البقرة.