Loader
منذ سنتين

زوجي كثير الشك بعد 30 سنة، وشكه ليس في موضعه، فأنا امرأة كبيرة، كما أنه لا يصرف علينا وكثير الشتم واللعن، ماذا أفعل معه بعد هذا العمر الطويل؟


الفتوى رقم (12193) من مرسلة من المزاحمية، تقول: زوجي كثير الشك فيني بعد أكثر من ثلاثين سنة، مع العلم بأن هذا الشك ليس في موضعه، فأنا امرأة كبير في السن، ولا أستطيع فعل أي شيء مما يذكره؛ هذا مع العلم بأن هذا الزوج لا يصرف عليّ ولا على أبنائي، وهو كثير الشتم واللعن، ماذا أفعل معه بعد هذا العمر الطويل؟

الجواب:

من المعلوم أن العلاقة الزوجية سبب، وهذا السبب تترتب عليه حقوق؛ فالرجل له حقوق على زوجته، وعليه حقوق لها. والزوجة لها حقوق على زوجها وحقوق لها هي عليه؛ فكل واحد منهما يسير في الخط المشروع من ناحية الحقوق التي عليه للآخر يؤديها، والحقوق التي له يطلبها. ولا يسلك مسلكاً فيه تعسف لا في الذي له ولا في الذي عليه، ولهذا يقول الله -جل وعلا-: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ}[1] ويقول: {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ}[2]؛ فكل واحد منهما يؤدي ما عليه ويطلب ماله. وإذا حصل تعدٍّ من أحدهما على الآخر في ظلم فإن هذا يكتب في صحائف أعماله. والمظلوم يقتص من الظالم يوم القيامة؛ سواء كان الظالم هو الزوج أو الزوجة.

ومما يؤسف له أن بعض الناس قبل الدخول في العلاقة الزوجية تكون شخصيته ممتازة أمام أولياء المرأة، وإذا عقد عليها ظهر شخصية معاكسة تماماً لما كان عليه قبل الزواج. وعلى كل حال فالرسول يقول: « لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه » وعلى كل واحد من الزوجين أن يتقي الله في الآخر. وبالله التوفيق.



[1] من الآية (19) من سورة النساء.

[2] من الآية (228) من سورة البقرة.