الفتوى رقم (2331) من المرسل ع. ع. ع، من العراق، يقول: أنا مسلم مقيم في العراق، ومعظم المساجد التي في البلد الذي أقيم فيها مزينة بالمرمر والذهب، ولا يُقام فيها صلاة الجمعة، ومنذ سبعة شهور وإلى الآن وأنا لا أصلّي الجمعة جماعة، وإنما أصلّي منفرداً، فهل تقبل صلاتي؟ وهل أنا آثم بهذا العمل؟

الجواب:

إذا كنت لم تتمكن من الوصول إلى مسجدٍ تصلّى فيه صلاة الجماعة، وصلاة الجماعة، ولم تجد جماعةً تصلّي معهم في غير المسجد، فلعل الله يعذرك في ذلك؛ ولكن بلاد كالعراق لا أظن أن ما ذكرته صحيح من ناحية خلوِ المساجد عن أداء صلاة الجمعة والجماعة، فبلاد العراق فيها مسلمون، وهم حريصون على أداء شعائر الله -جلّ وعلا-؛ ولكن يمكن أنك لم تحرص على البحث عن المسجد الذي تقام فيه الجمعة والجماعة، ولو كان لك مصلحة دنيوية، أو ذُكر لك مصلحةٌ دنيويةٌ في مكانٍ ما من العراق، لحرصت بقدر ما تستطيع على معرفة ذلك المكان، الذي تستفيد منه مصلحةً مادية. وصلاة الجماعة وصلاة الجمعة من المصالح الدينية، وواجب على الإنسان أن يسعى في تحقيق مصالحه الدنيوية؛ لأن هذا وسيلة من الوسائل، وصلاة الجمعة واجبة، وصلاة الجماعة واجبة، والوسائل لها حكم الغايات، فكما أن الغاية وهي صلاة الجمعة والجماعة واجبةٌ عليك، فأيضاً الوسيلة وهي البحث عن المسجد الذي تقام فيه صلاة الجمعة والجماعة واجب عليك؛ لكن إذا فرضنا أنك بحثت فلم تجد، فهذا أمر بينك وبين الله، ولعل الله يعذرك. وبالله التوفيق.