Loader
منذ سنتين

يقول تعالى: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} متى يكون اليسر في حياة العبد؟


  • فتاوى
  • 2022-02-09
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (11063) من المرسل أ. ع، من الدمام: يقول -تعالى-: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (6)}[1]، فهل يكون اليسر في حياة العبد، أو بعد مماته، أو فيهما معاً؟

الجواب:

        الإنسان في هذه الحياة يسير على وفق علم الله -جلّ وعلا- الأزلي، وعلى وفق ما كُتب في اللوح المحفوظ؛ لكن العمل الذي يعمله الإنسان -سواء كان هذا العمل سبباً في دخول الجنة، أو كان هذا العمل سبباً في دخول النار- يرجع إلى اختيار العبد، ولهذا يقول الله -سبحانه وتعالى-: {لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ}[2]، ويقول: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10)}[3]، ولهذا النعيم الذي يؤتيه الله عبده؛ وكذلك العقوبة التي تحصل للعبد في الآخرة هي بسبب العمل؛ كما قال -تعالى-: {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}[4]؛ ولكن ليس هذا على سبيل الإيجاب على الله، ولهذا قال الرسول ﷺ: « لن يدخل أحد الجنة بعمله، قالوا: حتى أنت يا رسول الله؟ قال: حتى أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته ». ويقول الله: {وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ}[5].

        لكن هذا الخط الذي يسير عليه الإنسان قد يكون مستقيماً كلّ حياته، وقد يكون منحرفاً طول حياته، وقد يستقيم في وقت، وينحرف في وقت؛ هذا من جهة امتثال الأوامر من جهة الفعل والترك؛ وكذلك النواهي من جهة الفعل أو الترك، وكذلك بالنظر إلى شؤون الحياة من ناحية النفقة والكسوة والسكنى وما إلى ذلك. فالإنسان يأتي عليه وقت يكون غنياً، ويأتي عليه وقت يكون فقيراً؛ كما قال النبي: « اغتنم خمساً قبل خمس »، وذكر منها: « غناك قبل فقرك، وصحتك قبل مرضك »، فلا شك أن الصحة يسر، وأن المرض عسر، والغنى هذا يسر، والفقر عسر.

فالمقصود أن الإنسان يتقلب من حال إلى حال، وهذا هو مقتضى حكمة الله -جلّ وعلا-. وبالله التوفيق.



[1] الآيتان (5-6) من سورة الشرح.

[2] الآية (28) من سورة التكوير.

[3] الآيتان (9-10) من سورة الشمس.

[4] من الآية (32) من سورة النحل.

[5] من الآية (45) من سورة فاطر.