Loader
منذ سنتين

حكم من لا تحترم أوامر والدتها وتتشاجر معها


  • فتاوى
  • 2021-12-03
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (2287) من المرسلة السابقة، تقول: أنا فتاةٌ أبلغ من العمر إحدى وعشرين سنة، ومتعلمة ومتدينة، وأرتدي الحجاب؛ ولكني تعودت منذ الصغر على عدم احترام أوامر والدتي، فكثيراً ما أتشاجر معها وأعصيها، فكيف الوسيلة لكي ترضى عني أمي؟

الجواب:

إن الأم لها أهمية كبيرةٌ من ناحية البر، ولهذا لما جاء رجلٌ يسأل الرسول ﷺ قال له: « من أولى الناس بحسن صحبتي؟ قال: أمك، قال ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أبوك ». ﷺ قال: « استأذنت ربي أن أستغفر لأمي فلم يأذن، واستأذنته أن أزور قبرها فأذن لي » ومع ذلك هي ماتت على الكفر، ويزورها ﷺ في قبرها.

فينبغي لكلّ شخصٍ أدرك أبويه أو أحدهما أن يحرص بقدر الاستطاعة على القيام ببرهما؛ أي: إنه يعطيهما من فضله من ناحية المال، ومن فضله من ناحية الكلام، ومن فضله من ناحية حسن المعاملة بالفعل.

ومن جهةٍ ثانية لا ينبغي أن يصدر منه أذى عليهما، لا في القول، ولا في الفعل، والله تعالى يقول: "وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24)"[1].

فينبغي أن يعاملهما معاملة حسنةً في القول والفعل، وأن يكفّ أذاه عنهما في القول والفعل، وإذا حصل منه شيءٌ من التقصير فعليه أن يطلب منهما السماح له فيما حصل منه من التقصير.

أما ما يوجد من ظاهرةٍ سيئةٍ من بعض الأشخاص؛ سواءٌ كانوا ذكوراً أو إناثاً أنهم لا يعتبرون العلاقة بينهم وبين آبائهم، أو بينهم وبين أمهاتهم، لا يعتبرون هذه العلاقة إلا أنها علاقةٌ من العلاقات الطبيعية، وأنه ليس لهم حقُ عليهم، قد يكون هذا بتحريضٍ من بعض الأشخاص الذين يريدون سوءاً بالبنت، أو يريدون سوءاً في الابن، يريدون أن ينفّروه عن أسرته، ينفّروه عن أبيه، وعن أمه، وعن إخوته، من أجل أنه إذا نفر عن البيت بعد ذلك يستميلونه إليهم، وعندما يستميلونه إليهم يُمْلون عليه ما يريدون من الأمور التي لا تحمد عقباها. فينبغي لكلّ شخصٍ من ذكرٍ أو أنثى أن يقوّي علاقته بأبيه وبأمه، وأن يقوم ببرهما بقدر ما يستطيعه من قول الخير وفعل الخير، ومن كفّ الأذى؛ سواءٌ كان الأذى من ناحية القول، أو من ناحية الفعل. وبالله التوفيق.



[1] الآيتان (23, 24) من سورة الإسراء.