الفتوى رقم (3358) من المرسل م. إ، من مدينة قم - إيران، يقول: ما تحديد أوقات الصلاة بالساعة؟

الجواب:

 الصلاة من العبادات البدنية، وهي مبنية على التوقيت؛ لأنها فرعٌ من فروع العبادات، ومما يتعلق بالصلاة تحديد ابتدائها وتحديد انتهائها، والله -جلّ وعلا- أرسل جبريل -عليه السلام- ليصلي بالرسول ﷺ بعدما فرض عليه الصلاة، فصلّى به الفجر في أول وقته، والظهر في أول وقته، والعصر في أول وقته، والمغرب في أول وقته، والعشاء في أول وقته، ثم نزل عليه مرة ثانية، فصلّى الفجر في آخر وقته، والظهر في آخر وقته، والعصر في آخر وقته، والمغرب في آخر وقته، والعشاء في آخر وقته، ثم قال له: الصلاة ما بين هذين الوقتين؟ فبالنسبة لصلاة الفجر يدخل الوقت من طلوع الفجر، وينتهي بطلوع الشمس؛ لأن الرسول ﷺ قال: « من أدرك ركعة قبل أن تطلع الشمس فقد أدرك الفجر ». وأما بالنسبة للظهر يدخل وقتها من زوال الشمس، وينتهي وقتها بدخول وقت العصر. ووقت العصر يدخل إذا كان ظل كلّ شيء مثله مع فيء الزوال، ووقت العصر قسمان:

القسم الأول: الوقت المختار. والقسم الثاني: وقت الضرورة.

فأما الوقت المختار: فإنه يدخل إذا كان كلّ شيء مثله مع فيء الزوال، وينتهي إذا كان ظل كلّ شيء مثليه مع فيء الزوال.

ووقت الضرورة: من خروج وقت الاختيار إلى غروب الشمس، لقوله ﷺ: « من أدرك ركعة من العصر قبل أن تغرب الشمس فقد أدرك العصر ». ثم يدخل وقت المغرب بغروب الشمس، وينتهي إذا غاب الشفق، ثم يدخل وقت العشاء بخروج وقت المغرب. ووقت العشاء وقتان: وقت اختيار، ووقت ضرورة، فوقت الاختيار إلى نصف الليل. ووقت الضرورة إلى طلوع الفجر، وهذا في كل بلدٍ بحسبه، وهذا بالنظر للبلدان التي يتميز فيها الليل من النهار؛ أما البلدان التي لا يتميز فيها الليل من النهار، بمعنى: إنها لا تطلع عليها الشمس فترة من الزمن؛ كثلاثة أشهر، أو أربعة أشهر، أو ستة أشهر، أو لا تغيب عنهم الشمس مثل هذه المدة، فإن هؤلاء يقدرون من خلال أربعٍ وعشرين ساعة الصلاة على حسب أقرب بلدٍ إليهم يتميز فيها الليل والنهار. وبالله التوفيق.

المذيع: شيخ عبد الله تحديد ذلك بالساعة يعود إلى كلّ بلد بحسبه كما فهمت من إجابتكم؟

الشيخ: أنا ذكرت في بداية الجواب إن هذا أمر تعبدي، فإذا عرف الإنسان ابتداء وقت الصلاة وانتهائه، بحسب العلامات التي وضعها الله -جلّ وعلا-، يعني: العلامات التي يستدل بها من الناحية الشرعية، فلا مانع أن يضبط ساعته على حسب هذه المواقيت. وبالله التوفيق.