Loader
منذ سنتين

شخص كان مع رفقة سيئة، ويعمل معهم المعاصي، ثم تاب


  • فتاوى
  • 2021-12-13
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (3730) من المرسل ط. س. م. ط، من مدينة الرياض، يقول: مرّ عليّ سنواتٌ من عمري وقد مشيت مع أناسٍ أسأل الله أن يغفر لي ولهم، وخلال تلك الفترة لم أصم، وكنت أرتكب كثيراً من المعاصي، فماذا عليً -الآن- أن أفعل وقد تبت وعدت إلى الله ولله الحمد؟

الجواب:

هذا السائل له من الشباب أمثلةٌ كثيرةٌ، وذلك أن الشخص في أول نشأته يحتاج إلى أشخاصٍ يرتبط بهم ويرتبطون به؛ لأن الإنسان بطبيعته اجتماعي؛ ولكن هذا الارتباط يحتاج إلى حسن اختيار، ويحتاج إلى مراقبةٍ من أولياء أمور الشباب، وذلك بسؤالهم أين يذهبون؟ ومع من يذهبون؟ ولأي غرضٍ يذهبون؟ وإلى أي مكانٍ يذهبون؟

        ومما يؤسف له أن كثيراً من أولياء أمور الشباب يهملونهم، فلا يسألون عنهم مطلقاً، وربما إذا جاء الولد إلى البيت في وقت الوجبة، أو في وقت النوم، يأكل في وقت الوجبة وينام؛ ولكنه لا يسأله مطلقاً لو غاب عن البيت يومين، أو ثلاثة أيام، أو أربعة أيام.

ولا شك أن هذا نوعٌ من سوء التربية، فالواجب على أولياء أمور الشباب أن يراقبوهم مراقبةً دقيقة؛ لأن الشاب ينشأ على ما يتعوّد عليه، فإذا تعوّد على خصالٍ طيبة، فإنه يكون طيباً. وإذ تعود على خصالٍ سيئة، فإنه يكون سيئاً، ويجر أشخاصاً آخرين إلى هذا الطريق الذي سلكه، فإن القرناء قسمان:

القسم الأول: قرينٌ صالحٌ. والقسم الثاني: قرينٌ سيءٌ.

ولهذا يقول الرسول ﷺ: « المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل ». ولا شك أن الأرواح جنودٌ مجندة، ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف. ويقول علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-: « لا يزال الصالح صالحاً حتى يخالط فاسداً، فإذا خالط فاسداً أفسده ».

 وهذا الشاب قد أقرّ على نفسه بأنه سلك مسلكاً مع أشخاصٍ آخرين، وعملوا أعمالاً لا ترضي الله -جلّ وعلا-، ويسأل -الآن- عن تركه للصيام في تلك الفترة؟ فبالنظر إلى هذا السائل إذا كان لا يصلّي في تلك الفترة، فإنه ليس عليه قضاء الصيام؛ لأن الإنسان إذا ترك الصلاة فإنه كافرٌ، فإن جحدها فهو كافرٌ بإجماع أهل العلم، وإن تركها تهاوناً وكسلاً فهو كافرٌ على الصحيح من أقوال أهل العلم. فإذا كان هذا الشخص تاركاً للصلاة فليس عليه قضاء صيام. أما إذا كان يصلّي في ذلك الوقت فيجب عليه قضاء جميع الأيام التي تركها، ويجب عليه مع القضاء التوبة والاستغفار.

ويجب عليه عن تأخير القضاء عن كلّ يومٍ إطعام مسكين، وهو نصف صاعٍ من البر أو الأرز؛ يعني: من قوت البلد. وعليه أن يتنبّه مستقبلاً فلا يرتبط إلا بأناسٍ يعود نفعهم عليه في دينه، وليس الهدف هو النفع في الدنيا؛ وإنما الهدف هو النفع في الدِّين. وبالله التوفيق.