Loader
منذ 3 سنوات

الفرق بيت اليمين اللغو واليمين المكفرة


  • التفسير
  • 2021-09-11
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (1516) من المرسل السابق، يقول: قوله تعالى:"وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ"[1]، وأورد -أيضاً- قوله تعالى:"لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ"[2]. والسؤال هو: كيف نُفرِّق بين اليمين اللغو واليمين المُكفّرة؟ مع توضيح الآيتين السابقتين.

الجواب:

        أما بالنسبة لليمين اللغو: فاليمين الذي يأتي على لسان الشخص كثيراً؛ كالذين يتحدثون فيقول الشخص في حديثه: لا والله، وبلى والله؛ ولكنه لا يَعقِد قلبه على هذا اليمين وإنما يجري على لسانه، فهذا لغوٌ لا يُؤاخذ عليه الإنسان من ناحية الكفارة؛ ولكن ينبغي له ألا يستعمل هذا الشيء؛ لأن اسم الله عظيم، والحلف بالله -جلّ وعلا- نوعٌ من أنواع العبادة؛ لأن الشخص عندما يحلف بالله -جلّ وعلا- فقد حلف بعظيم، فلا ينبغي أن يستهين بالله -جلّ وعلا- فيجعله عُرضة على لسانه دائماً؛ هذا بالنظر إلى لغو اليمين.

        أما اليمين المكفّرة، فهي اليمين التي يعقد الإنسان قلبه عليها، فيعقد القلب وبعد ذلك يأتي الحلف بالله -جلّ وعلا-، ولهذا قال الله تعالى في هذا الموضع:"وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ"[3]، وقال في موضعٍ آخر:"وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ"[4]، فالشخص عندما يعقد قلبه على اليمين يحلف يكون هذا من كسبه، فعُبِّر عنه في موضعٍ بالعقد، وعُبِّر عنه في موضع ٍ بما كسبت قلوبكم؛ فهذا هو اليمين المُكفّرة.

وأما بالنسبة للآيتين:

        فإن الآية الأولى فيها النهي: لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ فيها نفي المؤاخذة من الله -جلّ وعلا- للعبد من جهة أنه لا يترتب عليه كفارة في هذا اليمين الذي صدر منه؛ لأنه لم يعقد قلبه عليه.

        أما قوله -تعالى-: وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ، هذا فيه نهي للإنسان عن استعمال اليمين على سبيل الكثرة؛ لأنه قد يُعرِّض نفسه لأمور تنتج عن هذا الحلف، ويكون فيه عسر ومشقة عليه قد لا يتمكن من الوفاء بها، فيكون بذلك قد أحرج نفسه، فلا ينبغي له أن يُعرِّض اسم الله -جلّ وعلا- من ناحية كثرة الحلف. وبالله التوفيق.



[1] الآية (224) من سورة البقرة.

[2] من الآية (225) من سورة البقرة.

[3] من الآية (225) من سورة البقرة.

[4] من الآية (89) من سورة المائدة.