حكم السترة للمصلي
- المشقة تجلب التيسير
- 2022-05-14
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (2670) من المرسل السابق، يقول: نحن نصلّي في صالة كبيرة في مقر العمل، خصصناها للصلاة لعدم وجود مسجدٍ قريب، وفي طرف الصالة مجلس لنا نجلس فيه أثناء الراحة، وعندما نصلّي يقوم كلّ واحدٍ من المصلين بأخذ أحد قطع المراكي التي نتكئ عليها ليجعلها سترة له، فهل من شرط صحة الصلاة وجود سترة حتى في المسجد؟
الجواب:
يجب عليكم أن تصلّوا في أقرب مسجدٍ إلى المؤسسة التي تشتغلون فيها؛ لأن الصلاة مشروعةٌ جماعةً في المساجد، وهذه هي سنة الرسول -صلوات الله وسلامه عليه- وقد جرى عليها خلفاؤه من بعده، وصحابته، وسائر القرون المفضلة إلى يومنا هذا.
وعلى المسلم أن يتقيّد بسنة الرسول ﷺ، فإن الله تعالى يقول: "قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ"[1] الآية، ولا يتساهل الإنسان في هذا الباب، فلا يُبالي بما يفوته من الأجر.
وأما ما سألت عنه من ناحية السترة، فقد جاءت الأدلة على أن الإنسان إذا أراد أن يصلّي فإنه يصلّي إلى سترة، وهذا فيه احتياط للإنسان؛ خشيةً من أن يمر أحدٌ بينه وبين يديه. وبالله التوفيق.
المذيع: سواءٌ كان في مسجد أو في مكان عام؟
الشيخ: هو ما سأل عن هذا التفصيل، لأن التفصيل في مثل هذا إذا كان في مثل الحرم المدني، أو الحرم المكي، أو محل فيه ازدحام، مثل: وقت الحج، أو وقت رمضان، أو ما إلى ذلك؛ فهذا لا تشترط له سترة؛ لأنه لو أن كلّ شخصٍ يصلّي ويمنع من يمر عليه، فإن الشخص الذي يمر لن يجد طريقاً إلا بعد مشقةٍ عظيمة. ومن المعلوم أن المشقة تجلب التيسير.
وأما إذا لم يكن المسجد زحام، فإنه يصلّي إلى سترة. وبالله التوفيق.
المذيع: يعني يصطحبها معه؟
الشيخ: لا يصطحبها، يصلّي ويجعل عاموداً من الأعمدة أمامه عن يمينه أو عن يساره؛ لأن المساجد فيها أعمدة.
المذيع: قليلة الأعمدة والمصلّون كُثر؟
الشيخ: على كلّ حال الأمر في هذا سهل.
المذيع: هو يستشكل؛ يعني: إن الذين يصلون معه كلّ واحد منهم يأخذ واحدة من المراكي.
الشيخ: على كلّ حال هؤلاء لا ينكر عليهم، لكن السترة ليست شرطاً في صحة الصلاة، إلا بالنظر لما جاء من الأدلة الدالة على تحديد بعض الأشياء التي تقطع الصلاة، مع خلاف العلماء في هذا، هل القطع يقصد منه البطلان، أو أن المقصود بالقطع هو نقصان الأجر مع صحة الصلاة. وبالله التوفيق.