Loader
منذ سنتين

هل تأثم الفتاة إذا لم تتزوج لعدم وجود الشخص المناسب لها من حيث المستوى العلمي والاجتماعي؟


الفتوى رقم (12553) من المرسلة السابقة، تقول: هل تأثم الفتاة إذا لم تتزوج لعدم وجود الشخص المناسب لها من حيث المستوى العلمي والاجتماعي؟ وهل حرام عليها إذا توفيت ولم تتزوج؟

الجواب:

إن المرأة قد تكون عندها مواصفات للزوج الذي تُريد أن تتزوجه؛ وكذلك الزوج قد يكون عنده مواصفات في ذهنه للزوجة التي يُريد أن يتزوجها، وهذا التصور قد يصعب الحصول على من تنطبق عليه هذه الصفات؛ ولكن ينبغي أن تُراعى الكفاءة في كل زمان وفي كل مكان بحسبه، وأن الشخص إذا أراد أن يتقدم إلى خطبة فتاة فإنه يسأل عن صفاتها الحسنة، وعن الأمور التي قد تؤاخذ عليها، ويعمل موازنة بين الصفات الحسنة وبين الصفات التي قد تؤاخذ عليها، وينظر فإن رجحت المؤاخذات يتركها، وإن تساوت المؤاخذات مع الجوانب الحسنة يتركها. وإذا كانت كلها سيئة يتركها؛ ولكن إذا كانت كفة الصفات الطيبة هي الراجحة، أو لم يلاحظ عليها شيئاً؛ فحينئذ يتقدم ويأخذها؛ لأن الكمال لا يحصل إلا نادراً؛ وهكذا بالنظر للمرأة إذا تقدم الرجل فإنها تستوضح عن صفاته الطيبة، وعن المؤاخذات التي يُمكن أن تؤاخذ عليه، وتعمل موازنة كما عمل هو موازنة فيما سبق؛ لكن هناك أمور قد تفرضها الزوجة أو يفرضها الزوج ولا ينبغي فرضها، فبعض النساء ترغب أن تتزوج شخصاً ليس له أم، وليس له أب، وليس له إخوان، وليس له أخوات؛ يعني: إنه مقطوع؛ وذلك من أجل أن تتصرف في ماله، وعقله، ونفسه، وبدنه، ووقته، وغير ذلك من الأمور التي يكون مالكاً لها. والزوج -أيضاً- قد يريد زوجة تكون مقطوعة من أجل أن يتصرف هو فيها كيف يشاء؛ ولكن يكون عليه رقيب في عمله معها؛ يعني: لا يكون فيه ركن شديد تأوي إليه؛ كأبيها، أو أخيها، أو ما إلى ذلك؛ فالمهم هو النظر فيما تقتضيه المصلحة الراجحة بالنسبة للزوج وبالنسبة للزوجة. وبالله التوفيق.