حكم تكرار الرجوع للذنب، والتوبة بعد ذلك
- فتاوى
- 2021-12-10
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (3332) من المرسل ز. ط. م، يقول: إذا تاب العبد ثم رجع، ثم تاب ثم رجع، وأخيراً تاب توبةً نصوحاً، هل يغفر له الله كثرة رجوعه إلى الحرام، ويتجاوز عن ذنوبه؟
الجواب:
الإنسان بشرٌ يتعمّد فعل الشيء الذي ليس بمحبوبٍ عند الله -جلّ وعلا-، ويخطئ فيه؛ يعني: قد يفعل الشيء تعمّداً، أو جهلاً، أو نسياناً، أو مكرهاً، أو مخطئاً.
ولكن عندما يتعمد فعل المعصية؛ كالزنا، والسرقة، وشرب الخمر. وكذلك لو أشرك بالله شركاً أكبر، أو شركاً أصغر، أو أنه فعل ما يوجب الكفر الأكبر، أو فعل ما يوجب النفاق الأكبر، ثم رجع إلى الله -جلّ وعلا-، وتاب توبةً نصوحاً، فإن الله -سبحانه وتعالى- يقول في محكم كتابه العزيز: "قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ"[1]، فقال هنا: "إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا"[2]؛ يعني: عمّم جميع الذنوب.
وهذا السائل يشكر نعمة ربه عليه، حيث وفّقه للتوبة النصوح، وأقلع عن الأمور التي كان يفعلها، فعليه أن يحرص على أداء الواجبات عليه؛ كالصلاة، وكصيام رمضان، والحج إذا لم يكن قد حج، وكذلك العمرة، ويحرص على الزكاة إذا كان عنده مالٌ يزكيه.
ويحرص على فعل الأعمال المسنونة؛ مثل: السنن الرواتب، والوتر، وصلاة الضحى، وصلاة الليل. وإذا تيسر له أن يتوسع في التطوع في الصلاة، وكذلك إذا تيسر له وكان عنده مال أن يتصدق.
المقصود أنه يكثر من الأعمال الصالحة، ويسأل ربه إن يثبته على هذه الطريقة التي سلكها بعد التوبة النصوح. وبالله التوفيق.