Loader
منذ سنتين

حكم سب الغنم


  • فتاوى
  • 2021-12-08
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (2903) من المرسل السابق، يقول: بعض الناس يسبون الغنم، فهل هذا جائز؟

الجواب:

لا يجوز للإنسان أن يسب الغنم، ولا الإبل، ولا البقر، ولا يجوز له أن يسب من لا يستحق السب؛ لأن لها حق، وسبها قد يكون عن طريق اللحن، أو ما إلى ذلك؛ لأن بعض الناس يكون بذيئاً في لسانه، ولا يتورّع بما يقوله من السب. وقد يتدرج به الأمر إلى أن يكون هذا صفة من صفاته. فلا يجوز له أن يسبها هذا من جهة.

ومن جهةٍ أخرى إن تعويد الإنسان نفسه على النطق بألفاظ بذيئةٍ؛ سواءٌ وجهها إلى الغنم، أو إلى الإبل، أو غير ذلك، هذا يجعله يتصف بهذه الصفة على المدى البعيد، فبعد ذلك يتدرج منه السب إلى أقرب قريبٍ إليه، قد يتدرج به إلى أن يسب أمه أو أباه بدون تفكير، لماذا؟ لأنه أصبح عادةً له، ولهذا يقول الشاعر:

                   لا تعوّد لسانك نطق فاحشةٍ             إن اللسان بما عودت قوّالُ

يعني: إنه يصبح صفةً من الصفات يأخذ بها، وهكذا لو عوّد نفسه على صفةٍ حسنة؛ كتعويد نفسه على قراءة القرآن، وهو جالس وهو يمشي، أو عوّد نفسه على كثرة ذكر الله، كما جاء رجلٌ إلى الرسول ﷺ، فقال له: أوصني، قال له ﷺ: « لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله »؛ يعني: إنك تكثر من ذكر الله -جلّ وعلا-، المهم إن دخول الإنسان في مزاولة قولٍ أو عملٍ يجعله بالتدريج يكتسب صفةً من الصفات، فإن كان العمل أو القول قبيحاً اتصف بهذه الصفة القبيحة، وإن كان القول أو الفعل حسناً، اتصف بهذه الصفة الحسنة. وبالله التوفيق.