تفسير قول الله -تعالى-: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}، وما المقصود بالاستجابة وفق أحاديث الرسول ﷺ؟
- التفسير
- 2022-01-24
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (9256) من المرسل ع. إ. ع، من مكة المكرمة، ما تفسير قول الله -تعالى-: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}[1]؟ وما المقصود بالاستجابة وفق أحاديث الرسول ﷺ؟
الجواب:
الله -سبحانه وتعالى- أمر بالدعاء، والدعاء دعاء عبادة ودعاء مسألة، فعندما يقول الشخص: سبحان الله والحمد الله والله أكبر فهذا من دعاء العبادة.
ودعاء المسألة هو دعاء مسألة من جهة، ودعاء عبادة من جهة أخرى، فكلّ دعاء يدعو به الإنسان لجلب نفع أو دفع ضرٍ دنيويٍ أو أخرويٍ خاصٍ به أو عام؛ فهذا فيه عبادة من جهة أنه وجه الدعاء إلى الله، وفيه دعاء مسألة بالنظر إلى أنه يسأل ربه جلب نفعٍ عن نفسه، أو عن غيره، أو عن نفسه وعن غيره جميعاً.
وبناءً على ذلك فإن الشخص عندما يريد أن يدعو هو محتاجٌ إلى النظر في نفسه، ومحتاجٌ إلى النظر في الدعاء الذي يريد أن يدعو به.
فعلى سبيل المثال: لا يكون هذا الشخص متلبساً بأمرٍ يكون من الأمور المانعة من إجابة الدعاء، فالأشخاص الذين يتعاملون بالربا، والأشخاص الذين يقبلون الرشوة، والأشخاص الذين يتعاملون في بيعهم وشرائهم بالغش، يأكلون من هذه الأموال وهذه أموالٌ محرمة، والمال المحرم من موانع قبول الدعاء، فإن الله طيبٌ لا يقبل إلا طيباً، وذكر الرسول ﷺ: « الرجل يطيل السفر أشعث أغبر، يمد يده إلى السماء: يا رب يا رب؛ ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام فأنّى يستجاب له ».
فالمقصود أن الشخص يتحرى في طعامه وشرابه ولباسه أن يكون حلالاً، ولا يدعو -أيضاً- بإثمٍ ولا بقطيعة رحم؛ بمعنى: لا يكون ظالماً في دعائه بأي وجهٍ من الوجوه، لا يكون ظالماً في دعائه على نفسه، ولا يكون ظالماً لغيره.
فيتنبه الإنسان من ناحية تجنب جميع موانع الدعاء، ويتحرى -أيضاً- أوقات الإجابة، فعلى سبيل المثال آخر الليل، وبين الأذان والإقامة؛ إلى غير ذلك من الأوقات المذكورة في مواضعها من الكتب المؤلفة في الدعاء. وبالله التوفيق.