حجيت متمتعاً ولم أطف القدوم خوف الزحام وذهبت إلى منى مباشرة
- الحج والعمرة
- 2022-02-10
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (11131) من المرسل السابق، يقول: حججت في السنة الماضية متمتعاً ولكن لم أطف القدوم؛ وإنما ذهبت إلى منى مباشرة، وسبب عدم القيام بطواف القدوم هو خوف الزحام الشديد، فهل عليّ شيء؟
الجواب:
أنساك الحج ثلاثة: الإفراد، والِقران، والتمتع.
والإفراد أن يحرم بالحج فقط بأن يقول: لبيك حجاً، ويأتي إلى مكة ويطوف للقدوم ويسعى للحج. ولو أن هذا المفرد لم يطف للقدوم ولم يسعَ فطواف القدوم سنة، والسعي يمكنه أن يؤخره ويجعله بعد طواف الإفاضة؛ يعني: بعد نزوله من عرفه وكذلك مزدلفة؛ يعني: يوم العيد؛ هذا بالنظر للمفرد.
أما القارن فإنه عند الإحرام يقول: لبيك اللهم عمرة وحجاً، وتدخل أعمال العمرة في أعمال الحج، ولكن عليه هدي، وهذا بخلاف المفرد فإنه ليس عليه هدي، وهذا القارن إذا قدم إلى مكة يطوف للقدوم، ويسعى سعياً بنية العمرة والحج. ولو فرضنا أنه ضاق عليه الوقت ما تمكن وذهب إلى منى وذهب إلى عرفة؛ فإنه إذا جاء يوم العيد فإنه يطوف طوافاً ينوي به طواف العمرة والحج، ويسعى بعده سعياً ينوي به سعي العمرة والحج، وعليه الهدي.
أما المتمتع كما سأل السائل عنه: فالمتمتع يقول: لبيك عمرة متمتعاً بها إلى الحج، وإذا جاء مكة يطوف طواف العمرة وليس طواف القدوم، وسعي العمرة ثم يقصّر؛ لأنه سيحرم بالحج. وبعد ذلك يحرم بالحج، وبعدما ينزل من عرفة يكون عليه طواف الحج وسعي الحج، وعليه -أيضاً- هدي.
فتبين من هذا أن عليه السعي للعمرة ركن، والسعي للحج ركن، وعليه الهدي.
هذا السائل يقول: إنه أحرم متمتعاً، ومقتضى ذلك أنه يقدم على مكة ويطوف ويسعى للعمرة؛ لكن لما لم يقدم إلى مكة بل ذهب إلى منى ومشى في أعمال الحج انقلب تمتعه إلى قِران فصار قارناً، فيأتي يوم العيد بالطواف على نية العمرة والحج، والسعي على نية العمرة والحج، وعليه الهدي. وبالله التوفيق.