الفتوى رقم (5614) من المرسل السابق، ما رأيكم في مال الورثة للزوجة من طرق أبيها؟ هل تأخذه هي؟ أم يأخذه أهلها؟ وهل لزوجها التدخل وأخذ المال باعتبار أنه مال زوجته وحقٌ لها؟

الجواب:

        عقد الزواج سبب يربط بين الزوج والزوجة، وهذا السبب تترتب عليه مقتضياته من جهة حقوق الزوجة على الزوج، ومن جهة حقوق الزوج على الزوجة، وليس من حقوق الزوج على زوجته بسبب عقد الزواج أن يكون مالكاً لمالها، وليس من حقوق الزوجة أن تكون مالكةً لمال زوجها فتتصرف فيه وهو لا يدري؛ لأن بعض النساء تأخذ من مال زوجها وهو لا يدري، وتقول: إن هذا حقٌ من حقوقي لأنه زوجي، فعقد الزواج لا يكون سبباً في تمليك الرجل مال زوجته، ولا يكون سبباً في تمليك الزوجة مال زوجها؛ ولكنه يكون سبباً في إيجاب الحقوق الزوجية لكلّ واحدٍ منهما على الآخر، فالمعاشرة بالمعروف بينهما، وتعطيه حقوقه من الناحية الخاصة، وهو يقوم بحقوقها من ناحية النفقة ومن ناحية الكسوة ومن ناحية السكن؛ أما علاقة أهلها بهذا المال فهذا المال الذي ورثته ودخل عليها بسببٍ شرعي، ولا يأخذه أحد من أقاربها إلا بسبب شرعي؛ أما أخذه بسبيل التعسف فلا يجوز. وبالله التوفيق.