Loader
منذ 3 سنوات

حج ولم يطف طواف الإفاضة، جاهلاً، فما الحكم في ذلك؟


الفتوى رقم (5217) من المرسل أ. ص. م. أ، من المدينة المنورة يقول: إذ أديت فريضة الحج ولم أطف طواف الإفاضة، علماً بأني لم أعلم إلا بعد رجوعي من الحج، فما الحكم في ذلك؟

الجواب:

        هذا السائل لم يذكر ما أحرم به من الحج، فقد يكون متمتعاً، وقد يكون قارناً، وقد يكون مفرداً. وإذا كان قارنا أو مفرداً فقد يكون سعى بعد طواف القدوم، وقد يكون مؤخراً للسعي يجعله بعد طواف الإفاضة؛ فإذا كان هذا الشخص مفرداً أو قارناً وسعى بعد طواف القدوم فإنه قد بقي عليه طواف الإفاضة وطواف الوداع. وإذا كان متمتعاً فقد بقي عليه طواف الإفاضة، والسعي، وطواف الوداع.

        وبناءً على ذلك فإن كان متمتعاً فإنه لم يتحلل التحلل الكامل. وإذا كان قد حصل منه جماعٌ في هذه الفترة؛ يعني: قبل أن يطوف للإفاضة فإن عليه فدية تجزئ أضحية يذبحها في مكة وتوزع على فقراء الحرم، ويرجع إلى مكة ويطوف طواف الإفاضة؛ لأنه لا يزال متلبساً بالحج فهو لم يتحلل التحلل الكامل يرجع إلى مكة ويطوف طواف الإفاضة على طهرٍ ويسعى سعي الحج، وبعد ذلك يطوف للوداع، وبهذا يكون قد أنهى حجه.

        وإذا كان مفرداً أو قارناً وسعى بعد طواف القدوم فعليه طواف الإفاضة وعليه طواف الوداع. وإذا كان قد حصل منه جماعٌ قبل أن يطوف للإفاضة فإن عليه فدية يذبحها في مكة تجزئ أضحية ويوزعها على فقراء الحرم.

        ومما يحسن التنبيه عليه في هذا المقام أن بعض الناس الذين يذهبون إلى العمرة أو يذهبون إلى الحج يقعون في بعض الأخطاء ولا يسألون عن حكمها وهم في مكة؛ بل يرجعون إلى بلادهم ثم بعد ذلك يسألون. والأخطاء تختلف بالنظر لما يترتب على الشخص من الأحكام.

        فالمتعين على الشخص أنه إذا وقع في خطأٍ في حجٍ أو عمرة فإنه يسأل وهو في مكة، فالحرم يوجد فيه بعض الأشخاص الذين يجيبون على مثل هذه المسألة. وفي الحج تعنى الحكومة -جزاها الله خيراً- ببعث عدد ٍكثيرٍ من أهل العلم على الطرق المؤدية إلى الحج في المطارات والموانئ والمواقيت؛ وكذلك في الحرم، فهي تكلف عدداً كبيراً من أهل العلم لإرشاد الناس من جهة، ولحل المشاكل التي تقع من جهةٍ أخرى؛ هذا بالإضافة إلى إعلان كثيرٍ من الهواتف التي يتصل على الأشخاص الذين يباشرون الإجابة للسائلين من خلال هذه الهواتف فجزاها الله خيراً. وما على الإنسان إذا أشكل عليه أمر إلا أن يسأل، وعلى هذا الأساس فيكون التقصير من الشخص نفسه بحيث إنه لم يسأل مع إمكان الحصول على من يجيب سؤاله. وبالله التوفيق.