الفتوى رقم (5389) من المرسل ع.ع. ق، من ليبيا، يقول: بفضل الله ثم بفضل هذه الإذاعة أعرف أن زكاة الفطر لا يجوز إخراجها نقداً، وقلت لوالدي ذلك ولكنه لم يتقبل مني وقال: إنه لا ينكر حديث الرسول ﷺ ولكن البلد تخرج نقداً، فعلينا مثل الناس؛ لكني أخرجت عن نفسي دون أن أنوي هل تقبل، علماً بأني جهزتها وقلت لأمي: سوف أخرجها أرزاً، وعليك أن تخرجي أنت كذلك، وأعطيتها لوجه الله دون أن أقول في سري هذه زكاتي. وكذلك أسأل ماذا عن الأرز الذي أخذته من البيت حيث إن الذي دفع ثمنه هو أبي ولا يعلم أني أخرجته بالخفية، وهل عليّ أن أعطيه ثمنه؟

الجواب:

        زكاة الفطر تخرج كما نص الرسول ﷺ وتعارف أهل بلد على إلغاء ما دل عليه الدليل واستبداله بغيره هذا أمر لا يجوز، وأنت بلغّت والدك بما يجب عليك أن تفعله، وليس عليك إلا هداية الدلالة والإرشاد وقد فعلتها؛ أما هداية التوفيق والإلهام فهذه راجعة إلى الله -جلّ وعلا-؛ يعني: كونه يقبل منك، وليس عليك إثمٌ في عدم استجابة أبيك؛ إنما الإثم عليه هو.

        أما ما فعلته من جهة إخراج زكاة الفطر عنك أرزاً من البيت فهذا يقع عنك. وكون الأرز من البيت؛ وكذلك بالنظر إلى أمك إذا كنت أخرجت زكاة الفطر عنها من البيت وأخبرتها بذلك فإن هذا -أيضاً- إخراجٌ صحيح؛ أما إخراج النقد فليس بصحيح. وبالله التوفيق.

        المذيع: جزاكم الله خيراً وأحسن إليكم. أذكر أنكم في حلقة مضت قلتم: لا يجوز للشخص أن يقلد الآخرين في أعمالهم حتى يتثبت مما هم عليه. وهذا الآخر يعترف بحديث الرسول ﷺ لكنه كما يقول ابنه: إن أهل البلد يخرجون من الأرز، وعلينا فعل مثلهم، هل لك إضافة الشيخ عبد الله؟

        الشيخ: أنا تطرقت لهذه الجملة في أثناء الإجابة وقلت، وتعارف أهل بلد على خلاف ما يقتضيه الدليل الصحيح: إن هذا التعارف ليس له موضعٌ شرعي؛ بل هو تعارفٌ غير صحيحٌ، وإنما الواجب هو العمل بالدليل الشرعي. وبالله التوفيق.