Loader
منذ سنتين

نجتمع اجتماع عائلي في استراحة في أحاديث لا فائدة فيها، حاولت وضع درس ورفضوا، هل من طريقة مناسبة لشغل الوقت؟


  • فتاوى
  • 2022-03-05
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (11817) من مرسلة لم تذكر اسمها، تقول: نحن مجموعة من النساء من الأقارب نجتمع في استراحات العائلة، وتمر الساعات في أحاديث لا فائدة فيها، ربما يكون فيها ما حرّم من غيبة أو ما إلى ذلك. وعندما حاولت أن أضع درساً أو كلمة رفضوا وقالوا: نحن نخرج من أجل الأنس، هل من طريقة مناسبة لشغل وقتهن بالمفيد دون أن يكون هذا متعمداً من خلال كلمات ونحو ذلك؟

الجواب:

المجالس التي يجلسها الرجال أو المجالس التي تجلس فيها النساء وبخاصة إذا كان في وقت راحة هذه المجالس هي ستشغل في الكلام، وكل واحد معه ملكان من صلاة الفجر إلى صلاة العصر، وملكان من صلاة العصر إلى صلاة الفجر، الذي على يمينه يكتب الحسنات، والذي على يساره يكتب السيئات، فعندما يعمل حسنة من القول أو من الفعل أو من الاعتقاد أو ما إلى ذلك أو من المال فإن كاتب الحسنات يكتبها، وإذا عمل سيئة استأذن كاتب السيئات كاتب الحسنات هل يكتبها؟ فيمنعه من كتابتها يقول له: لعله يتوب، لعله يستغفر. ثم يستأذنه ثانية فيقول: لعله يتوب، لعله يستغفر، فإذا لم يتب ولم يستغفر استأذنه في الثالثة، فقال له: هل أكتبها؟ فقال: اكتبها أراحنا الله منه[1].

فهذه الأعمال التي تكتبها الملائكة تعرض على الله: عمل النهار قبل الليل، وعمل الليل قبل النهار، فينظر إلى هذه الأعمال يومي الإثنين والخميس، فكون أن الإنسان تعرض صحائفه على الله وهي مشرقة بما يرضي الله -جل وعلا- لا شك أن هذا هو المتعين؛ بدلاً من أن تعرض هذه الصحائف وهي مظلمة من كثرة المعاصي. ولا يستقل الإنسان الشيء الذي يقوله أو يفعله يقول: هذه معصية بسيطة أو ما إلى ذلك، فالله -سبحانه وتعالى- يقول في محكم كتابه: {وَاللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ}[2]. وهو -جل وعلا- هو الذي يميز الحق من الباطل، ولا يمكن أن يعترض عليه أحد.

وعلى كل حال لابد أن يتنبه الإنسان كيف يمضي أوقاته؟ وما الأمور التي يزاولها؟ وهل هي مرضية لله -جل وعلا- أو أنها مسخطة له؟ وبالله التوفيق.



[1] أخرجه الطبري في تفسيره (13/457).

[2] من الآية (41) من سورة الرعد.