الفتوى رقم (10616) من المرسل السابق، يقول: نرجو التكرم من فضيلتكم بكلمةٍ حول أهمية حفظ المتون لطالب العلم. وما توجيهكم لنا بالنسبة لحفظ هذه المتون؟ فبم نبدأ؟

الجواب:

          طلبة العلم يتفاوتون من جهة الناحية الزمنية للعمر، ومن الناحية التعليمية؛ يعني: المرحلة التي وصل إليها الشخص. والمتون متفاوتة فكل علمٍ من العلوم الشرعية أو العلوم اللغوية له متونه، وهي تتدرج بتدرج الطالب.

        فعلى سبيل المثال إذا نظرنا إلى مصطلح الحديث وجدنا متن البيقونية، ووجدنا نخبة الفكر. وإذا نظرنا إلى الحديث وجدنا الأربعين النووية، ووجدنا عمدة الأحكام وهي تشتمل على أربعمائة حديث تقريباً؛ كلها متفقٌ عليها بين البخاري ومسلم. وهذه يقال لها: عمدة الحديث الصغرى. وفيه عمدة الحديث الكبرى وهي تشتمل على ثمانمائة حديث؛ وهكذا بلوغ المرام يشتمل على ما يزيد على ألف ومائتي حديث؛ وهكذا بالنظر لكتب الأصول وقواعد الفقه وكتب الفقه وما إلى ذلك.

        فطالب العلم على حسب سنّه من ناحية، وعلى حسب مرتبته التعليمية، وبإمكانه يستشير من يثق به من أهل العلم في بلده في المتون المناسبة له. وبالله التوفيق.