طلب النصيحة لمن يريد أن يحفظ القرآن
- حفظ القرآن ومراجعته
- 2021-12-18
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (4326) من المرسل السابق، يقول: أريد أن أحفظ القرآن الكريم بم تنصحوني حتى أستطيع ذلك، مع أني أحفظ بعض السور والحمد لله، وأكتب البعض وأحمله في جيبي، هل هذا صحيح؟
الجواب:
الشخص الذي يريد أن يحفظ القرآن عن ظهر قلب بإمكانه أن يسلك مسلكاً يعينه على حفظ القرآن عن ظهر قلب، وهذا المسلك هو:
أن السور؛ كسورة البقرة مثلاً مقسمة إلى أقسام، كل قسم يتكلم عن موضوع من الموضوعات، وفيه مصاحف مطبوعة ومحددة فيها هذه الموضوعات بكتابة عين عند آخر الآية، وتكون هذه العين بجانب السطر الذي فيه الآية من المصحف بجنبه في الصفحة اليمنى من اليمين، وفي الصفحة اليسرى للقارئ من اليسار، فمثلاً سورة البقرة تشتمل على أربعين موضوعاً:
الموضوع الأول: الآيات التي ذكرها الله في المؤمنين من أول سورة البقرة إلى قوله تعالى: {أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}[1].
والموضوع الثاني: ذكر الله صفات الكافرين وجزائهم وبيان المنافقين وحالهم وجزائهم إلى قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ}[2] من قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا}[3] إلى قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ}[4].
والموضوع الثالث: من قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ} وهذا كله يتعلق في التوحيد إلى قصة الاستخلاف في الأرض {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً}[5].
وعلى هذا المسار تجد أن سورة البقرة مقسمة إلى موضوعات، وكل الآيات تتكلم عن موضوع، فعندما يريد الشخص أن يحفظ سورة البقرة يأخذ الموضوع الأول، ويقرأ تفسير الآيات من جهة معرفة معاني مفرداتها هذا من جهة، ومن جهة معرفة سبب النزول؛ لأن سبب النزول من الأمور المساعدة على فهم معنى الآية، وكذلك إذا كانت الآية من الآيات الناسخة أو من الآيات المنسوخة بمعنى أنه يرجع إلى كتاب في الناسخ والمنسوخ من القرآن، فينظر في الآيات التي يريد أن يحفظها هل هي محكمة؟ هل هي منسوخه؟ هل هي ناسخة؟
وعلى هذا الأساس عندما يحدد الموضوع، ويقرأ تفسير الآيات التي يريد حفظها، وينظر في سبب نزولها، وينظر في كونها محكمة أو ناسخة أو منسوخة، بعد هذا بإمكانه أن يكرر الآيات التي حددها يكرر الآيات إلى الحد التي يكفي لحفظها وبعد ما يحفظها أول مرة يحرص بقدر الاستطاعة أنه يستعيد هذه الآيات الذي حفظها يستعيدها من حفظه لا من المصحف، وإذا تيسر له أحد يمسك عليه ما يحفظه بمعنى أنه يعيد كل ما حفظه كل يوم مع إضافة موضوعٍ جديد يحفظه وعلى هذا المسار ولو طالت المدة في حفظ القرآن لكن هذه طريقة مفيدة من نواحي كثيرة، مفيدة من الناحية العلمية؛ لأنه سيمر على كثير من الآيات التي تعالج موضوعات شرعية وسينظر في كلام أهل العلم فيها ويستفيد أيضاً من ناحية معرفة الآية هل هي محكمة أو منسوخه، وكذلك يستفيد من معرفة الآية من ناحية سبب نزولها وبهذه الطريقة يكون القرآن سهل عليه من ناحية قراءته للحفظ، ومن ناحية حفظه، ومن ناحية استعادته بعد ذلك، ويسأل ربه أن يعنيه على ذلك، وأن يوفقه للعلم النافع والعمل الصالح، وبالله التوفيق.