الفتوى رقم (4433) من المرسل السابق، يقول: ما تعريف العبادة؟

الجواب:

        العبادة: اسم جامع لكل ما يحبه الله، ويرضاه من الأقوال، والأعمال الظاهرة والباطنة.

        فكلمة العبادة فيها دلالة على العموم، فجميع ما يرضاه الله من الأقوال، ومن الأعمال، ومن الاعتقادات جميع ما يرضاه الله يسمى عبادة، فلفظ العبادة مطلق على الجميع على العموم، وكل قول بمفرده يحبه الله ويرضاه، أو عمل بمفرده يحبه الله ويرضاه، أو اعتقاد يحبه الله ويرضاه، كل هذا يطلق عليه عبادة.

        فالوضوء عبادة، والغسل عبادة، والتيمم عبادة، والصلاة فريضة أو نافلة عبادة، وكل جزء من أجزاء الصلاة؛ كتكبيرة الإحرام، أو تكبيرة الركوع، أو الركوع بمفرده هذا يقال عنه أنه عبادة، وينبغي للإنسان أن ينظر إلى ما يقدم عليه من الأقوال والأعمال هل هو مشروع، وهل يفعله ابتغاء مرضات الله -جل وعلا- فإن العمل لا بد فيه من الإخلاص، والمتابعة.

        فأما بالنظر للإخلاص فهو أن يكون لوجه الله -جل وعلا- وأما بالنظر للمتابعة، فهو أن يكون موافقًا لشرع الله -جل وعلا- وعندما يريد الإنسان أن يقدم على عبادة من العبادات؛ ولكن يشكل عليه أمرها، فإن الله -جل وعلا- قال: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}[1]، فبإمكانه أن يسأل أهل العمل عن هذا الأمر الذي وكل عليه حتى يعبد الله على بصيرة. وبالله التوفيق.