Loader
منذ سنتين

في الآية الكريمة في قوله تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ......}، ما معنى: بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ؟


  • فتاوى
  • 2022-03-11
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (12473) من المرسل السابق، يقول: في الآية الكريمة في قوله -تعالى-: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ}[1]، ما معنى: بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ؟

الجواب:

من المعلوم أن الشخص يجب عليه أن يتعلم من أمور دينه ما يستقيم به دينه من جهة القول، ومن جهة العمل، ومن جهة الاعتقاد، ومن جهة الكف. ويعبد الله -سبحانه وتعالى- على بصيرة.

ومن المعلوم أن الناس بالنظر إلى موقفهم من الشرائع كما ذكر الله -جل وعلا- عنهم في القرآن فإن بعض الرُسل ما يؤمن بهم إلا عددٌ قليلٌ جداً. والله -تعالى- يقول: {وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ}[2]، ويقول: {وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ}[3].

ومعلوم أن الله أرسل الرُسل وأنزل الكتب. والرُسلُ بلّغوا الكتب التي أنزلها الله -جل وعلا- عليهم، وأيضاً بلّغوا عن الله أموراً ليست من الكتب؛ كما بلّغ الرسول ﷺ بسنته كما قال ﷺ: « ألا وإني أوتيت القرآن ومثله معه ». والله -سبحانه وتعالى- أمر بطاعتهم؛ لكن الناس صنفان؛ صنف أطاعوهم، وصنف أعرضوا عنهم. هؤلاء الذين أعرضوا عنهم هم أصناف، منهم من يعبد الأشجار والأحجار، ويعبد الأموات، وما إلى ذلك؛ ولهذا قال الله -جل وعلا-: {ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ}[4]؛ أي؛ إنهم يعدلون بالله شيئاً من المخلوقات. وبعضهم يجعلها أفضل من الله -جل وعلا-، ولهذا يقول الله -جل وعلا-: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا}[5] ويقول الله -جل وعلا- في الحديث القدسي: « أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه »، فالواجب على العبد أن يخلص عباداته؛ سواء كان عبادات قولية، أو عبادات عملية، أو عبادات قلبية. أو أمور يكُفُ عنها؛ يعني: يعملها كما شرع الله -جل وعلا-؛ هذا من جهة. ومن جهة أخرى يقصد بها وجه الله -جل وعلا-؛ لأن العمل لابد فيه من الإخلاص، ولابد فيه من المتابعة، فالمتابعة يُقصد منها أن يكون العمل على وفِق شرع الله -جلّ وعلا- من جهة كميته، ومن جهة كيفيته، ومن جهة زمانه إذا كان محدداً بزمان، ومن جهة مكانه إذا كان محدداً بمكان؛ مثل: الطواف حول الكعبة لو طاف الإنسان على محل غير الكعبة ما صح؛ وكذلك السعي بين الصفا والمروة، والوقوف بعرفة وهكذا؛ فلابد أن يتنبه الشخص إلى الأمور التي قيد الله -جل وعلا- الأعمال بها من جهة الأصل، من جهة الكم، من جهة المكان، ومن جهة الزمان، ومن جهة الكيف. وبالله التوفيق.



[1] الآية (1) من سورة الأنعام.

[2] من الآية (116) من سورة الأنعام.

[3] من الآية (103) من سورة يوسف.

[4] من الآية (1) من سورة الأنعام.

[5] من الآية (110) من سورة الكهف.