Loader
منذ سنتين

بعض الناس إذا دعي للصلاة، قال: حتى يهديني الله


  • الصلاة
  • 2021-12-24
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (4718) من المرسل السابق، يقول: بعض الناس عندما ندعوه إلى الصلاة، يقول: حتى يهديني الله، فما توجيهكم؟

الجواب:

        الإنسان يعيش في هذه الحياة فترة معينة، وانتهاء أجله علمه عند الله جل وعلا وهو في هذه الفترة مأمور بأن يمتثل ما أمره الله به، وأن يجتنب ما نهاه الله عنه، وهو حينما يمتثل بفعل الأوامر، ويمتثل في ترك النواهي، فإنما ذلك لمصلحته هو، فالله جل وعلا غني عن العالمين، فهو له الغنى المطلق، والعباد فقراء إليه.

        فالإنسان في هذه الحياة يبني لنفسه بناء في الآخرة، إذا مات انتقل إلى هذا البناء الذي بناه، فليس له دار يسكنها بعد موته إلا الدار التي كان يبنيها في حياته.

        فإذا كانت هذه اللبنات التي يضعها في حياته موافقة لشرع الله جل وعلا، فهي لبنات صالحات، والبناء يكون سليماً، ويسكنه ويكون آمناً.

        وإذا كانت هذه اللبنات التي يضعها في هذه الحياة لبنات مخالفة لشرع الله جل وعلا، فإنها تكون غير صالحة للبناء السليم.

        وعلى هذا الأساس إذا انتقل من هذه الحياة يسكن في بناء ليس بطيب؛ لإن هذا البناء إما أن يكون تابعاً للجنة، وإما أن يكون تابعاً للنار، والعاقل ينبغي أن يفكر في نفسه مادام أن الله جل وعلا أيده بهذه الحياة، وبين له طريق الخير ونبهه عليه، وبين له طريق الشر، ونهاه عنه وماعليه إلا أن يمتثل ما أمره الله به، وأن ينتهي عما نهاه الله عنه، فعليه أن يشكر نعمة الله جلّ وعلا.

        ومع الأسف بعض الناس يمن على ربه؛ كما قال تعالى: {يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}[1].

        فعلى العبد أن يسأل ربه التيسير، والتوفيق، والهداية،والقبول. وبالله التوفيق.



[1] الآية (17) من سورة الحجرات.