Loader
منذ 3 سنوات

حكم الصلاة خلف المبتدع والفاسق


  • الصلاة
  • 2021-06-22
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (485) من المرسل السابق، يقول: ما حكم الصلاة خلف المبتدع والفاسق ومن لا أحب؟ وهل تجب عليّ الصلاة خلف من لا أعرف؟ أم يجب عليّ أن أعرفه وأعرف عقيدته، هل يتبع السنة أم لا؟ علماً أنني متوقف عن الصلاة خلف أي شخص إلا من أثق فيه.

الجواب:

أولاً: المبتدع قد يكون ابتداعه شركاً أو معصية، فإن كان شركاً فلا يصح أن يكون إماماً، ولا يجوز للشخص الصلاة خلفه إن كان عالماً بذلك، وعلى الشخص أن يسعى لتغييره وإبداله بمن هو أفضل منه عند الجهات المسؤولة.

وأما بالنسبة لإمامة الفاسق، كالذي يحلق لحيته أو يشرب الدخان، فإن أمكن الشخص أن يصلّي خلف غيره فإنه يصلي خلف غيره ممن يكون خالياً عن الفسق، وإن لم يتمكن من الصلا ة خلف غيره، أو كان اعتزاله يترتب عليه ضرر عظيم، فإنه يصلّي خلفه وتكون صلاته صحيحة. والإمام آثم بارتكابه المعصية، مع أنه ينبغي أن ينصحه ويسعى لأشخاص آخرين ينصحونه، وكذلك يسعى عند الجهات المسؤولة بطرقه الخاصة في إزالة هذا الشخص خاصة إذا أصرّ على عدم قبول النصيحة.

أما من جهة أنه يقول: إنه لا يصلّي خلف من لا يحب، فهذا يرجع إلى أسباب عدم المحبة، فقد تكون لأغراض شخصية، أو دينية، أو دنيوية؛ فإذا كان لأغراض شخصية أو دنيوية، فلا ينبغي اعتزال إمامته بناء على ذلك.

أما إذا كان السبب لنقص دينه، فهذا النقص يختلف حكمه باختلاف الحقيقة.

فإذن هذا النقص يحصل فيه شرك أكبر، أو نفاق أكبر، أو كفر أكبر؛ فلا يجوز الصلاة خلفه. وقد سبقت الإجابة عليه في أول الكلام، وأما إذا كان عاصياً فقد سبق الجواب عنه قبل قليل.

وأما قوله: إنه لا يريد أن يصلّي إلا خلف من يعرف، فهذا بالنسبة للإمام الراتب الذي يريد أن يصلّي خلفه، هذا الأصل في المسلمين أنهم عدول؛ يعني: لا ينبغي للشخص أن يشكك في المسلمين إلا إذا ظهر شيء يدل على فسقهم أو ما إلى ذلك.

أما شخص يأتي إلى مسجد من مساجد المسلمين ويصلّي منفرداً، ويقول: أنا لا أصلّي خلف إمام هذا المسجد لأنني لا أعرفه، فهذا لا ينبغي للإنسان؛ لأنه لو فُعِل ذلك لما تيسّر أن تصلّى الصلاة جماعة؛ لكن إذا كان يعرف هذا الإمام أنه لا تصح الصلاة خلفه، فحينئذ عليه أن يبحث عن إمام لا يعلم عنه سوءاً، أما كونه لا يصلّي إلا خلف شخص يريد أن يدقق عنه من جميع النواحي، فهذا لا ينبغي. وبالله التوفيق.