Loader
منذ سنتين

ذكر ابن القيم: "أن المصالح والمفاسد لا تتساوى، فلا بد أن يغلب أحدهما، والتساوي لا يوجد في الشرع"، فما معنى ذلك؟


الفتوى رقم (10830) من مرسل لم يذكر اسمه، يقول: ذكر ابن القيم: "أن المصالح والمفاسد لا تتساوى، فلا بد أن يغلب أحدهما، والتساوي لا يوجد في الشرع"، فما معنى ذلك؟

الجواب:

        معنى ذلك أن النظر في المفاسد والمصالح والقول بأنها متساوية فهذا إن نُظر إلى التساوي من جهة التشريع فهذا ليس بصحيح؛ لكن التساوي قد يحصل في نظر الشخص؛ سواء كان حاكماً عاماً، أو قاضياً، أو كان مجتهداً، أو الشخص في نفسه عندما تتعارض له الأمور فهي ليست متعارضة في واقع الأمر؛ ولكنها متعارضة بحسب إدراك الشخص.

        وعلى هذا الأساس عندما تقرأ أو تسمع من أحد من العلماء يقول لك: درء المفاسد مقدم على جلب المصالح؛ فاعلم أن المقصود بذلك هذه الصورة فقط.

        لماذا؟ لأن المصالح تتعارض هي والمفاسد، فتارة ترجح المصلحة، وتارة ترجح المفسدة، فإذا رجحت المصلحة فلا إشكال في الأخذ بها، وإذا رجحت المفسدة فلا إشكال في الإعراض؛ لكن بعض الناس قد يجهل ويقول: "درء المفاسد مقدم على جلب المصالح" فإذا تعارضت مصلحة راجحة مع مفسدة مرجوحة فإننا نتجنب الأخذ بذلك، ولا شك أن هذا خطأ في الفهم.

        والفهم الصحيح هو للصورة التي ذكرتها قبل قليل وهي إذا تساوت المصلحة والمفسدة في نظر الشخص بحسب علمه. وبالله التوفيق.