الفتوى رقم (7053) من المرسل السابق، يقول: ما علاج الوساوس؟

الجواب:

        الوساوس تحصل عند الإنسان عن طريق الشيطان، يقول الله -جل وعلا-: "قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَهِ النَّاسِ (3) مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4)"[1] فالشيطان يوسوس للإنسان في أمور عباداته من طهارةٍ ووضوء وغسل، وكذلك يوسوس له في صلاته، في صيامه، في زكاته، في عمرته، في حجه وهكذا، فقد يصل الإنسان إلى درجة أن يتوضأ خمس مرات، أو عشر مرات، أو أكثر من ذلك؛ وكذلك الغسل، وكذلك عندما يأتي إلى الصلاة، بعض النّاس يحصل عنده من الوساوس إلى درجة أنه قد يخرج من المسجد ولا يصلي مع الجماعة ؛ لأن الشيطان يتدرج معه في وساوسه ثم بعد ذلك يقول له: إذا كانت هذه صفة صلاتك فلا فائدة فيها، فبعض الناس يصل به الوسواس إلى درجة أنه يمر المسجد والناس يصلون ويتعدى المسجد؛ لأن الشيطان يوسوس له ويقول له: إذا كانت هذه صفة صلاتك –لأنه يشتغل معه من مدةٍ طويلة حتى أخرجه من المسجد ثم بعد ذلك يقول: صلاتك إذا كانت بهذه الصفة لا فائدة لك فيها.

        وبناءً على ذلك فإن الإنسان يمكنه أن يعالج هذه الوساوس بأمرين:

        أما الأمر الأول فهو: كثرة الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم.

        وأما الأمر الثاني فهو: قوة الإرادة عنده.

 فعلى سبيل المثال إذا توضأ لا يعيد الوضوء، إذا غسل أعضاء الوضوء لا يعيد غسلها، وإذا اغتسل لا يعيد الغسل، وإذا ابتدأ في الصلاة لا يعيدها؛ وهكذا تكون عنده قوة إرادة من جهة. وكثرة الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم. وبالله التوفيق.