Loader
منذ 3 سنوات

السؤال عن اسم الشجرة التي حذر الله عز وجل آدم وحواء من الأكل منها، وهل هي موجودة في الدنيا؟


  • فتاوى
  • 2021-09-07
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (1364) من المرسل السابق، يقول: ما الشجرة التي حذر منها المولى سبحانه وتعالى أبانا آدم وأمّنا حواء؟ وهل الشجرة المذكورة في شجر الجنة فقط؟ أم موجودة عندنا في الدنيا؟

الجواب:

        بعض الناس يتجه فكره إلى السؤال عن أمور لا تعنيه، ولا يترتب عليها ناحية عقدية، ولا يترتب عليها أمر عملي شرعي، ولو كان في بيان الشجرة ما يتعلق بالعقيدة أو العمل لجاء بيان ذلك، فلما لم يأتِ بيان ذلك دل على أن السكوت عنه خير.

        وعلى هذا الأساس فلا يسع المكلف إلا هذا الاتجاه، وهو تجنب الدخول في الأمور التي أعرض الله عنها، أو أعرض الرسول -صلوات الله وسلامه عليه- عنها.

        وكثير من الناس يُشغل نفسه في أمور لا يحتاج إليها، لا من جهة الاعتقاد، ولا من جهة العمل، وهذا -أيضاً- موجود في بعض كتب التفسير، فقد جاء الكلام على هذه الشجرة، وذكرت أقوال كثيرة إلا أنها لا تعتمد على نص قطعي.

        وكذلك بالنسبة لما جاء في لون كلب أصحاب الكهف، هل هو أسود، أو أبيض، أو أحمر، أو ما إلى ذلك.

        فالمقصود أن العاقل عليه أن يُشغل نفسه بما يعود عليه بالنفع، وما يعود على أسرته وعلى مجتمعه الذي يعيش فيه بالفائدة، وأن يتجنب جميع الأمور التي لم يُكلف بها من جهة الله، ولا تعود عليه بفائدة إذا بذل مجهوداً في الحصول عليها، مع أنه لا يُحصلها إذا كانت من جهة الله -جلّ وعلا-، وقد أعرض الله عنها، أو أعرض الرسول -صلوات الله وسلامه عليه- عنها.

        وقد جاء التحذير من الدخول في الأسئلة التي لا تعني الإنسان بقوله:"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ"[1].

        فعلى العاقل أن يتقيد بهدي الرسول -صلوات الله وسلامه عليه-، وأن يُشغل نفسه بما فيه فائدة له ولأسرته ولمجتمعه.

        المذيع: إذن، كان الأولى فضيلة الشيخ ألا أعرض مثل هذا السؤال؟

الجواب:

        عرضه جيد بالنظر إلى أن السائل وأمثال السائل يتجنبون الخوض في مثل هذه الأمور، ولو أنهم قرأوها في بعض الكتب؛ فإنهم يتجنبون تكليف أنفسهم في إعادة قراءتها من جهة، وفي الاعتماد عليها من جهة ٍ أخرى، ومن جهةٍ ثالثةٍ قد يحرضون من تكون بينه وبينهم معرفةٌ ويثق بهم قد يحرّضونه على الدخول فيمثل هذا المجال. فعرض السؤال مفيدٌ من جهة أنه يسد هذه الأبواب كلها. وبالله التوفيق.



[1] الآية (101) من سورة المائدة.