حكم إغضاب الوالدة وإرضاء الزوج
- فتاوى
- 2021-06-13
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (187) من المرسلة ج.ع. ص من مدينة حوطة بني تميم في المملكة، تقول: أنا شابة مسلمة صالحة في التاسعة عشر من عمري، أصوم وأصلي وأقوم بالواجبات التي فرضها الله علي في ديني ودنياي منذ حوالي سنتين ونصف قصصت شعري من الأمام وليس من الخلف وزوجي راضٍ عن هذا، ولكن أمي حين علمت بذلك غضبت غضباً شديداً، وحلفت وهي غاضبة يميناً أنني لو عدت مرة ثانية ستخبر والدي بذلك، وعدت مرة ثانية، وقصصت شعري وما زلت إلى الآن، علما بأن والدي قد علم دون أن تخبره أمي، وكل شيء مضى كما هو، فهل علي غضب من الله في إغضاب والدتي وإرضاء زوجي؟
الجواب:
هذا السؤال ينبه إلي شيء هام من جهة معاملة الأولاد لآبائهم وأمهاتهم سواء كانوا ذكوراً أو كانوا إناثاً؛ لأن الكثير منهم يسيئون إلى آبائهم وإلى أمهاتهم من جهة الأقوال ومن جهة الأفعال، ولا يحترموهم، والله جل وعلا قال: "وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24)"[1].
فواجب على الابن أن يحترم والده ووالدته، وواجب على البنت أن تحترم والدها وأن تحترم والدتها.
وهذه السائلة هي في الحقيقة ارتكبت محظوراً من جهة أنها قصت شعرها من الأمام، وهذا فيه تشبه بالكافرات من اليهوديات ومن النصرانيات، وقد نهينا عن التشبه بهم، فالرسول الله ﷺ يقول « من تشبه بقوم فهو منهم »، « ليس منا من تشبه بغيرنا » فهي ارتكبت محظوراً حيث أطاعت زوجها في معصية الله وعصت أمها في طاعة الله. يعني أمها تأمرها بالطاعة وعصتها وزوجها يأمرها في المعصية فأطاعته!
فهي آثمة من جهة طاعتها لزوجها، ومن جهة مخالفتها لأمها، هذا بالنظر لهذه المسألة من جهة علاقتها بالزوج ومن جهة علاقتها بالأم.
والذي أنصح به السائلة وكذلك أمثالها أن يتقين الله في أنفسهن وأن يمعاملن آبائهن وأمهاتهن معاملة حسنة ففي ذلك خير كثير، هذا من جهة ومن جهة أخرى الشخص إذا بر أمه فإن هذا سبب في بر أبناءه له، وإذا عق أمه فإن عقوقه لأمه سبب لعقوق أبناءه له، وهكذا بالنسبة للأب، وبالله التوفيق.