Loader
منذ سنتين

توجيه لشخص يخاف من الرياء


  • فتاوى
  • 2021-12-13
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (3947) من المرسل السابق، يقول: أخاف من الرياء، وجهوني فيما ينبغي عليّ عمله لأجتنبه.

الجواب:

        الرياء يكون باعثاً للشخص على العمل الصالح، كما بين ذلك النبي ﷺ حينما سأله رجل وقال: يا رسول الله، الرجل يقاتل شجاعة، والرجل يقاتل حمية، و الرجل يقاتل ليرى مكانه، أي ذلك في سبيل الله؟ قال: « من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله »، وقول السائل ليرى مكانه هذا من الرياء؛ لأنه ذكر ثلاثة أغراض هذه الأغراض الثلاثة هي التي تبعث على القتال، من هذه الأغراض الرياء، فينبعث الإنسان للعمل، سواء كان عملاً دينياً مالياً، كأن يتصدق بماله من أجل أن يقال: إن فلاناً تصدق، أو يقوم يصلي، أو ما إلى ذلك.

        فالمهم أن الإنسان ينبغي أنه إذا أراد أن يقدم على عمل يبتغي فيه وجه الله -جل وعلا-، فإذا كان هذا العمل من الأمور التي يمكنه أن يخفيها عن الناس، كما بيّن النبي ﷺ في المتصدق الذي يخفي صدقته، حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، فإذا أمكنه أن يعمل أعماله سراً فهذا طيب، وإذا كان من الأمور التي لا يمكن أن تعمل إلا جهراً، كأدائه للصيام، وأدائه للصلاة، وما إلى ذلك من الأمور التي لابد من إعلانها، فهذه ينبغي للإنسان أن يتحرز، وأن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم عند بداية العمل، وألا يهتم بما يعرض له بعد ذلك، فإن هذه العوارض التي تعرض للإنسان هي من الشيطان، كما أنه هو الذي يبعث الإنسان على الرياء قبل أن يبدأ الإنسان في العمل. وهكذا إذا أراد أن يعمل عملاً من الأعمال المسنونة ينبغي أن يتجنب هذا القصد وهذه النية، ولو فرض أنه عرض له شيء أثناء ذلك، فإن هذا العارض لا ينبغي أن يثبطه عن عمله؛ لأن هذا قد يكون من الشيطان ليثبطه عن هذا العمل، سواء كان عملاً مالياً، أو عملاً بدنياً. وبالله التوفيق.