Loader
منذ سنتين

هل النسيان عذر في ترك الواجب وفعل المنهي عنه؟


الفتوى رقم (5009) من مرسل لم يذكر اسمه، يقول: هل النسيان عذر في ترك الواجب؟ وفعل المنهي عنه؟

الجواب:

        النسيان يكون عذراً من جهة عدم حصول الإثم على الناس؛ لقوله تعالى: {رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا}[1]، وقال الله جل وعلا: « قد فعلت ».

        والنسيان يكون عذراً من جهة أنه ينزل الموجود منزلة المعدوم، ومعنى ذلك: أن الشخص إذا أتى بشيءٍ مطلوبٍ إعدامه لكنه أوجده، فإن النسيان ينزل هذا الموجود منزلة المعدوم، فمن زاد في الصلاة ركعةً إذا كانت ثلاثية وزاد ركعة رابعة أو كانت رباعية وزاد ركعة خامسة نسياناً فإن هذه الركعة تكون بمنزلة الركعة المعدومة ويسجد للسهو.

        والنسيان لا ينزل المعدوم منزلة الموجود، ومعنى ذلك أن ما طُلب إيجاده؛ ولكن نسي الشخص إيجاده فإن النسيان لا يكون عذراً في ذلك، فمن نسي ركعةً من الصلاة فإنه يأتي بها ومن نسي ركناً من أركان الصلاة بطلت الركعة التي نسي فيها هذا الركن، ومن نسي شرطاً من شروط الصلاة فإنه يعيد هذه الصلاة، ومن نسي واجباً من واجبات الصلاة فإنه يجبر صلاته بسجود السهو، يتبين من ذلك أن النسيان لا ينزل المعدوم منزلة الموجود، والنسيان لا يكون عذراً فيما كان من باب الإتلاف، فعندما يتلف الشخص شيئاً ناسياً فإن النسيان لا يكون عذراً له بل تجب قيمة هذا المتلف. وبالله التوفيق.



[1] من الآية (286) من سورة البقرة.