الفتوى رقم (836) من المرسل السابق، يقول: إذا كنت قائماً في الصلاة، وقربي شخصان أو أكثر يتكلمون فيما بينهم، وضحكت أيضاً، فمن الذي يلحقه الذنب أنا أم هم؟

الجواب:

هذان الشخصان أساءَا إليك؛ لأنهما تكلما وأنت تصلي عندهما، وهذا الكلام أثّر عليك في صلاتك؛ لأنه أحدث ضحكاً، فهما آثمان، إذا كانا قد قصدا إشغالك عن صلاتك بهذا الكلام، أما إذا تكلما، ولم يخطر ببالهما أنك تصلي، ولكن حصل منهما الكلام الذي نشأ عنه ضحك منك بدون قصد منهما، فالظاهر -والله أعلم- أنه لا إثم عليهما، لما ثبت عن الرسول ﷺ أنه قال: « إنما الأعمال بالنيات »، فمن المعلوم أن الأمور من الأقوال، والأفعال، والتروك مبنية على المقاصد.

 وأما بالنسبة لك أنت، فإن كنت لم تستطع أن تمنع نفسك مما حدث منك، فلا إثم عليك، وإن كنت تستطيع أن تمنع نفسك عما حدث منك من الضحك، ولكن لم تمنع نفسك، بل استسلمت للضحك، فعليك نصيب من الإثم، والذي يقدر ما يترتب على ذلك من الجزاء هو الله، وهذا من الأمور التي ترجع له، وبالله التوفيق.