معنى قول الله تعالى: {فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ}
- التفسير
- 2022-01-25
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (9389) ما معنى قول الله -تعالى-: {فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ}[1]؟
الجواب:
العبادة عامة لجميع الشريعة، ففعل الواجبات عبادة، وفعل المندوبات عبادة، وترك المحرمات عبادة، وترك المكروهات عبادة؛ لأنه يثاب على ترك المكروه ولا يعاقب على فعله. فالعبادة داخلةٌ في جميع أجزاء الشريعة؛ لأنها إذا كانت فيما الأصل فيه التعبد فواضحٌ دخولها من طهارةٍ وصلاةٍ وصيام ٍ وحجٍ، وإذا كانت داخلةً في الأمور الأخرى من العادات فإنها تحتاج إلى نية الامتثال حتى تكون عبادة؛ أما ما كان الأصل فيه التعبد فإنه يحتاج إلى نية العمل ونية الامتثال، وإذا كان من باب العادات فإنه يحتاج إلى نية الامتثال وذلك من أجل أن يتحول هذا العمل من كونه عادةً إلى كونه عبادةً ويُثاب عليه، هذا من ناحية قوله -جلّ وعلا-: (فاعبده).
وأما قوله -جلّ وعلا-: وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ، فإن الله -سبحانه وتعالى- شرع أسباباً؛ يعني: فيه أسبابٌ شرعية، وفيه أسبابٌ كونية، وفيه أسبابٌ عادية.
والسؤال هذا يتعلق بأمر شرعي فهو سبب تترتب عليه أثاره والله -جلّ وعلا- هو مسبب الأسباب الكونية ويرتب عليها المسببات، ومسبب الأسباب الشرعية ويرتب عليها المسببات.
فإذا نظرنا إلى التوكّل وجدنا أنه سبب، وذلك بالاعتماد على الله -جلّ وعلا- فيتوكل العبد على الله -جلّ وعلا- كما قال الله -جلّ وعلا-: {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ}[2]، فإذا توكلت على الله فإن الله -سبحانه وتعالى- يمنع عنك ما يكون من أذى، وييسر لك ما كان فيه الخير لك، ففيه خيرٌ لك تريد حصوله، وفيه شرٌ تريد أن يبتعد عنك، فإذا توكلت على الله فإن هذا التوكل يترتب عليه تيسير أمور الخير لك، وإبعاد أمور الشر عنك. وبالله التوفيق.