Loader
منذ 3 سنوات

حكم شد الرحال إلى أصحاب الأضرحة والقبور، والذبح لهم


الفتوى رقم (6379) من المرسل ع. م من العراق يقول: البعض من الناس يقوم بشد الرحال إلى أصحاب الأضرحة والقبور، والذبح لهم، والاستعانة والاستغاثة بهم، فهل من توضيح لهؤلاء وتوجيههم إلى الصحيح من القول والعمل أحسن الله إليكم؟

الجواب:

        الله سبحانه وتعالى يقول: "وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ"[1]، ويقول -جلّ وعلا-: "أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ"[2] ويقول -جلّ وعلا-: "وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا"[3]، ويقول ﷺ في وصيته لعبدالله بن عباس: « وإذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت الأمة على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعت على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف ».

        فالله سبحانه وتعالى هو الذي بيده الضر والنفع؛ وأما الخلق فإنهم لا يملكون نفعاً ولا ضرّاً، ولا يملكون موتاً ولا حياةً ولا نشوراً.

        وبناءً على هذا الأصل فإن الشخص إذا نزلت به نازلة فإنه يسأل ربه ويدعوه ويتفقد نفسه من جهة خلوها من الموانع التي تمنع قبول الدعاء، ويتفقد الدعاء الذي يدعو به فلا يدعو بإثم ولا بقطيعة رحم؛ يعني: إنه لا يكون معتدياً بدعائه. فيأتي بالدعاء المشروع، ويتخير بدعائه أوقات الإجابة؛ فمن الأذان إلى أن تُقضى الصلاة في الصلوات الخمس، وإذا جلس الخطيب لصلاة الجمعة على المنبر حتى تُقضى الصلاة، وآخر ساعة من يوم الجمعة بعد العصر، وثلث الليل الآخر؛ فيدعو العبد ربه ويكون صادقاً في دعوته، والله سبحانه وتعالى كريم. فهو يدعو من أجل مغفرة ذنوبه، ويدعو من أجل جلب النفع له، ويدعو من أجل دفع الضر عنه.

        ولا يجوز للإنسان أن يدعو مخلوقاً فيما لا يقدر عليه إلا الله -جلّ وعلا- فإن هذا شرك أكبر، ولا يجوز له أن يدعو الله وأن يدعو معه غيره؛ لأن هذا شرك أيضاً؛ فالله -جلّ وعلا- يقول في الحديث القدسي: « أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه ».

        وبناء على ذلك فإن هؤلاء الذين يذهبون إلى أصحاب القبور ويطلبون منهم جلب النفع ودفع الضر هؤلاء مشركون وعليهم التوبة إلى الله -جلّ وعلا-، وعليهم العدول عن هذا الأمر والتوجه إلى الله -جلّ وعلا-. وبالله التوفيق.



[1] من الآية (186) من سورة البقرة.

[2] من الآية (62) من سورة النمل.

[3] الآية (18) من سورة الجن.