التكفير عن من يحبس الحيوانات مع تقديم الطعام لهم لكن قد تموت
- فتاوى
- 2021-09-23
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (1735) من المرسلة السابقة، تقول: كانت والدتي تحبس بعض الحيوانات؛ كالقطط، وتقدّم لها الطعام؛ ولكن بعض هذه الحيوانات تموت وهي محبوسة، فهل على والدتي إثمٌ من ذلك؟ وإذا كان عليها إثم فهل يمكنني التكفير عنها؟ وما هو هذا التكفير أيضاً؟ ثم ما هو التكفير الذي يجب على من تسبب في قتل مثل هذه الحيوانات وهو لا يزال على قيد الحياة؟
الجواب:
هذه المسألة من المسائل المتعلقة بقاعدة العدل، والله -جل وعلا -قال:"إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ"[1]، ومقتضى هذا تحريم الظلم، ولا يختصّ الظلم بشخصٍ دون شخص من ذكرٍ أو أنثى، قريبٍ أو بعيد، حيوان أو غير حيوان؛ المهم أن الظلم محرم، وكون والدتك تحبس الحيوانات حتى تموت، فهذا ظلمٌ من والدتك على هذه الحيوانات، وبإمكانكِ أن تتصدّقي عنها لعلّ الله سبحانه وتعالى أن يجعل هذه الصدقة سبباً في رفع الإثم عنها؛ لأن الله -جلّ وعلا- قال:"إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا"[2]، وقال -جلّ وعلا-:"فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8) "[3]، ويقول -جلّ وعلا-:"وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا"[4]؛ فكما أنه -جلّ وعلا- نزّه نفسه عن الظلم، فهو أيضاً حرّمه على عباده؛ وأما بالنسبة للأحياء الذين يستخدمون هذه الطريقة يحبسون بعض الحيوانات حتى تموت، فلا شك أن هذا -أيضاً- ظلمٌ منهم. وإذا كنت أنت تعرفينهم فبإمكانك إرشادهم على أن هذا العمل ظلمٌ، وعليهم أن يُقلعوا عنه، وأن يندموا عليه، وأن يعزموا على عدم العودة إليه، وأن يتصدقوا في مقابل ما حصل منهم من الظلم على هذه الحيوانات سابقاً؛ لعل الله أن يغفر لهم. وبالله التوفيق.