الفتوى رقم (8968) من المرسل السابق، يقول: هل يدخل المسلمون - ويقصد بذلك أمة محمد ﷺ  الجنة بفضل شفاعته عليه الصلاة والسلام أم بفضل رحمة الله فقط؟

الجواب:

        قال رسول ﷺ: « لن يدخل الجنة أحد بعمله، قالوا: حتى أنت يا رسول الله، قال: حتى أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته »، ورحمته -جل وعلا- هي الأساس، والذين يأذن الله لهم بالشفاعة يوم القيامة كونه أذن لهم هذا من رحمته، وكونه يستجيب لشفاعتهم هذا من رحمته، فشرع الله -جل وعلا- أسباباً، فهو -جل وعلا- الذي شرع السبب وهو -جل وعلا- يتفضل بترتيب المسّبب عليه، وهو قبول شفاعتهم ولهذا قال ﷺ: « لا يقل أحدكم اللهم اغفر لي إن شئت، فإن الله لا مكره له »؛ يعني: أن الشخص إذا دعا الله فإنه يدعو دعاءً جازماً، فالله لا مكره له لا في الدنيا ولا في الآخرة، وبالله التوفيق.