Loader
منذ سنتين

قريبة لأمي تؤذيني وتتدخل في أموري وتجاوزت الحدود فهل أقاطعها؟


  • فتاوى
  • 2022-02-03
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (10652) من المرسلة السابقة، تقول: يوجد لنا قريبة لأمي تؤذيني بكلامها. وعلاقتها بي شخصياً علاقة انتقام، تعيرني ولا تشعر بالمعروف الذي أقوم به لها من حسن الضيافة والاستقبال والسلام عليها؛ بل أنها تتدخل في أموري الشخصية والدينية، وأحسست في نهاية الأمر أنها تجاوزت الحدود في عدم الاحترام لي فنويت أن أقاطعها دون أن أقطع صلة الرحم نهائياً؛ بل إذا استدعت الضرورة أن أذهب إلى بيتها؛ وهذه المقاطعة تفادياً للإهانات والكلام المؤدي إلى إيذائي، فهل عملي هذا صحيح؟ كيف أرد عليها إذا قامت بإهانتي؟

الجواب:

        إذا كان الواقع كما ذُكر فأنت مُخيرةٌ بين أمرين: إما أن تصبري وتحتسبي والله يقول: {وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ}[1]؛ يعني: تصبرين وتحتسبين الأجر من الله -جل وعلا- ولا يحصل منك مؤاخذة، والله يعوضك خير من الأجر المترتب على هذا الأذى الذي يحصل منها؛ لأنها تكون ظالمة وأنتِ مظلومة، وإذا وقفتما بين يدي الله -جل وعلا- فإنه يؤخذ من حسناتها بقدر المظلمة التي حصل منها لك، وهذه الحسنات تدفع إليكِ وإذا فنيت حسناتها لو فرضنا أنها ظلمت أناساً كثيرين فكل واحد يودّ أن له مظلمة على أمه أو أبيه أو أخيه أو ما إلى ذلك، فإذا فنيت الحسنات فإنه يؤخذ من سيئات من ظلمهم؛ يعني: يؤخذ من سيئات المظلوم وتُطرح على هذا الظالم ثم يُطرح في النار، فعلى هذا الأساس عندما يحصل منك عفوٌ لهذه المسيئة فالله -سبحانه وتعالى- يتولّى إعطاءك الأجر في الآخرة، والأجر من الله خير من الأجر الذي يكون في مقابل هذا الأذى.

        والأمر الثاني: إذا كنتِ لا تريدين العفو فبإمكانك إذا صدر منها شيء من الأذى تُسمعينها هذا الكلام فتقولين لها: حسبنا الله ونعم الوكيل، ولا تزيدين على هذا الأمر.

        ومن جهة أخرى لا ينبغي أن يصدر منك أذى لها.

        أما بالنظر لعدم الاجتماع بها فهذا تقديره يرجع إليك أنت، فإذا كان الاجتماع بها سيرتب مفسدة راجحة على المصلحة فلا تجتمعي بها، أو كان يُرتب مفسدة مساوية للمصلحة فكذلك لا تجتمعي معها، وتقدير ذلك راجع إليك. وبالله التوفيق.



[1] الآية (43) من سورة الشورى.