امرأة تعرف القراءة لبعض الآيات دون فهمٍ لمعانيها
- ما يتعلق بأحكام التجويد وتفسير القرآن
- 2021-07-11
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (5623) من المرسلة أ.ع. المنطقة الشرقية، تقول: أمي تعلمت لفترة قصيرة فأصبحت تعرف القراءة لبعض الآيات ولكن دون فهمٍ لمعانيها، فما الحكم في ذلك؟
الجواب:
هذا السؤال يتعلق بقراءة القرآن ومعرفة تفسيره. ولا شك أن قراءة القرآن فيها فضل عظيم إذا قبلها الله -جلّ وعلا- من القارئ؛ ولكن هذه القراءة تحتاج إلى أن يكون الشخص على بينةٍ مما يقرؤه من جهة صحة قراءته، ومطابقة ما يتلفظ به لنص القرآن، فلا يزيد ولا ينقص ولا يغيّر شيئاً من الحركات الموجودة بحيث يتغير على إثرها المعنى؛ وأما معرفة تفسير القرآن فلا شك أن القرآن منه ما يعرفه الشخص بمجرد سماعه له؛ كقوله تعالى:"وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً"[1]، ومثل: "وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ"[2] إلى غير ذلك من الآيات التي يفهم معناها الشخص لمجرد سماعه لها. ومن القرآن ما يكون معناه راجعاً إلى دلالة الألفاظ اللغوية. ومنها ما استأثر الله -جلّ وعلا- بعلمه. ومنها ما يعرفه العلماء خاصة، وهذا لا يمنع الشخص أن يأخذ تفسيراً من تفاسير القرآن ليقرأ هذا التفسير ليستفيد منه.
ومن المعلوم أن القرآن يفسر بالقرآن، ومن أحسن الكتب التي كُتبت في تفسير القرآن بالقرآن كتاب "أضواء البيان" للسيخ محمد أمين الشنقيطي ‘ فهذا من أحسن الكتب التي كتبت في تفسير القرآن بالقرآن، والقرآن يفسر بالسنة، ومن أحسن الكتب التي كتبت في تفسير القرآن بالسنة "تفسير ابن كثير وتفسير البغوي "، وما جرى مجرى هذين التفسيرين من جهة تفسير القرآن بالسنة، ويفسر القرآن بأقوال الصحابة، ومن أحسن ما كُتب في هذا "تفسير ابن جرير والطبري" فإنه ‘ قد يذكر تفسير الآية بالقرآن، وقد يذكر تفسير الآية بالسنة إلا أنه اعتنى عنايةً خاصةً في تفسير القرآن بأقوال الصحابة وأقوال التابعين وأتباع التابعين. ويفسر القرآن على حسب اللغة العربية. وفيه كتب خاصة في إعراب القرآن؛ كإعراب القرآن للعكبري، وكتاب نثر المرجان في إعراب القرآن؛ وكذلك يفسر القرآن من جهة معرفة أحكامه، ومن أحسن الكتب التي كتبت في أحكام القرآن أحكام القرآن للقرطبي، وأحكام القرآن للشافعي، وأحكام القرآن لابن العربي، وأحكام القرآن للكيا الهراسي، وأحكام القرآن لابن النحاس.
ومن المعلوم -أيضاً- أنه ينبغي معرفة الناسخ والمنسوخ من القرآن، ومعرفة أسباب النزول. ومن أحسن ما كُتب في معرفة الناسخ والمنسوخ كتاب الناسخ والمنسوخ لابن النحاس، وكذلك اللباب في معرفة الأسباب لابن حجر، هذا من أجمع ما كتب في معرفة أسباب النزول، وكتاب لباب النقول في معرفة أسباب النزول للسيوطي إلى غير ذلك.
وكذلك ينبغي الاهتمام لمعرفة الآيات المتعارضة، ومن أحسن ما كتب في هذا كتاب إيهام الاضطراب للشيخ محمد الأمين الشنقيطي - دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب، وهذا يوضح فيه الآيتين اللتين يقع بينهما تعارضٌ في الظاهر، وهما لا يتعارضان في حقيقة الأمر.
ومما ينبغي الاعتناء به -أيضاً- ما يتعلق بالقرآن من جهة تأويل المُشكل، ومن ذلك تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة؛ فكل شخصٍ يقرأ من هذه الكتب على حسب ما أعطاه الله. وهناك أمورٌ كثيرةٌ ينبغي الاهتمام بها؛ لأنها متعلقة بذلك، ومن ذلك معرفة علوم القرآن، ومعرفة علوم الحديث بالنظر إلى علاقتها بالحديث، ومعرفة أصول الفقه، ومعرفة مجموعة من علوم اللغة العربية؛ كعلم الاشتقاق، وعلم التصريف، وعلم النحو وعلم البلاغة. هذه علومٌ يحتاج إليها من يريد أن يتوسع في دراسة وتفسير القرآن، وكلّ شخصٍ على حسب استعداده. وبالله التوفيق.