حكم البقاء في منطقة يتأذى منها بإطلاق الشائعات والأكاذيب عنه
- فتاوى
- 2021-12-22
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (4600) من المرسل ع.س من جدة، يقول: إنني رجلٌ مستقيمٌ في ديني، والحمد لله، وليس همي سوى صلاتي وعملي ومنزلي، متزوج، والحمد لله؛ ولكن الحاقدين أبت نفوسهم المريضة إلا أن يطلقوا الإشاعات الباطلة نحو شخصي بين الناس، والحمد لله أنا بريءٌ مما يقولون، وصبرتُ عليهم وعلى آذاهم لي، وقد صدّقهم أمثالهم من الناس فيما يقولونه عني، وسؤالي: هل استمر في نفس المكان؟ أم أترك هذه المنطقة التي أنا بها؟ حيثُ تُحدثني نفسي بالانتقام من الشخص الذي نشر عني الكذب والبهتان وأحياناً أعود إلى كتاب الله وأحاديث الرسول ﷺ وأُفوض أمري إلى الله، ثم تحدثني نفسي لماذا أنا صامتٌ على الباطل، ويجبُ أن أدافع عن نفسي وأُقدمهم إلى المحكمة، ولكن كيف أستطيع إثبات ما يقولون والأمر يحتاج إلى شهود عدول، وأنا أرى كل الأصدقاء قد ابتعدوا عني وصدّقوا الأعداء فيما قالوا عني؟
الجواب:
أولاً: بالنسبة لهؤلاء الأشخاص الذين يتكلمون بك، أنت لم تذكر عين الكلام الذي تكلموا به؛ لأن من الكلام ما يُوجبُ حداً ومن الكلام ما يُوجبُ تعزيراً، وبناءً على أنك لم تذكر عين الكلام فإنه لا يمكن توجيهك إلى ناحيةٍ معينة وبخاصة أنك تقول لا تجدً شهوداً عُدولاً يشهدون على ما صدر.
ثانياً: بالنسبة للشخص الذي بدأ بهذا الكلام، وأنت تقول بأنك تريدُ أن تنتقم منه، فالنصيحة هي أنك تتركه، وإن شئت أن تدعو له بالهداية فهذا خيرٌ، وإن شئت أن تدعو عليه بأن الله يأخذ حقك منه فهذا راجعٌ إليك؛ لكن {وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى}[1]، وقد سُئل الإمام أحمد -رحمه الله- سأله سائلٌ فقال: "يا أبا عبد الله كيف أسلمُ من الناس؟ قال: أحسن إليهم ولا تطلب منهم أن يحسنوا إليك، وتحمّل إساءتهم ولا تُسيء إليهم ولعلك تسلم".
وأما من جهتك أنت، فلا تنتقل من هذه المحلّة إلا إذا حصل عليك أمرٌ لا تستطيعُ أن تتحمله، أو يشقُ عليك مشقةً خارجةً عن المعتاد، ولا تستطيع إلى دفعه سبيلا. وبالله التوفيق.