تفسير قوله تعالى: "وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ"
- التعارض والترجيح
- 2022-05-02
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (3290) من المرسل السابق، يقول: ما تفسير قول الحق -تبارك وتعالى-: "وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ"[1]؟
الجواب:
هذه الآية في سورة يوسف، وهي متعلقةٌ بما جرى بين يوسف وبين امرأة العزيز، وهذه الجملة تدل على أن شق القميص من الخلف يدل على أنه مدبرٌ عنها، وممتنعٌ عنها، وهي تابعةٌ له فتجر قميصه من الخلف، ومن شدة جذبها له انشق القميص، فصار هذا دليلاً على براءته مما اتهمته به.
ولهذا جاء في نفس السورة: لما بقي في السجن مدة من الزمن، وحصلت الرؤيا وفسّرها، وطلب الملك إخراجه من السجن، فيوسف -عليه السلام- لم يستعجل في الخروج من السجن؛ بل طلب من الملك أن يسأل عما اتهم به وهل كان حقيقةً أم كان باطلاً؟ ولهذا نفس المرأة التي راودته حكى الله عنها ما جاء في نفس السورة: "الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ"[2] فتبيّن الحق، وقد أخذ العلماء من قدِّ القميص من الخلف واستعماله بيّنةً على براءة يوسف، أخذوا من ذلك قاعدة وهي العمل بقرائن الأحوال؛ لأن هذا قرينة من القرائن. وبالله التوفيق.