والدتي تريد زواجي من ابنة أخيها، وأنا لا أرغب فهل يدخل هذا في معصية الوالدين؟
- النكاح والنفقات
- 2022-02-08
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (10888) من المرسل ع.م.ص يقول: لا شك أن الله -سبحانه وتعالى- أمرنا بالبرِّ بوالدينا نسأل الله -تعالى- أن نكون من البارين بهم. وهنا يا فضيلة الشيخ أطرح بين أيديكم مشكلتي وهي أن والدتي تريد زواجي من ابنة أخيها بحجة أن والدها أوصاها بذلك، وأنا لا أرغب بهذا الزواج، فهل يدخل هذا في معصية الوالدين؟ أرجو الإفادة.
الجواب:
هذه المسألة وهي مسألة اختيار الرجل للمرأة الأصل في ذلك قول الرسول ﷺ: « تُنكح المرأة لأربع: لمالها، ولجمالها، ولحسبها، ولدينها؛ فاظفر بذات الدين تربت يداك » فذكر الرسول ﷺ أربعة أمور ولكنه اختار منها واحداً وهو الدِّين، وكما أن هذا في المرأة فكذلك في الرجل وهو قوله ﷺ: « إذا جاءكم من ترضون دينه وأمانته فزوِّجوه » هذا هو الأصل. تدخل العاطفة من الأب، أو من الأم، أو من نفس الشخص الزوج الذي يريد أن يتزوج، أو من نفس المرأة التي تريد أن تتزوج تقول: أنا ما أريد إلا فلاناً، فهذا أمر أكثر ما يقع عاطفياً، وقد يقع عن طريق العناد؛ بمعنى: إن كل واحد منهم يريد أن يحقق كلامه. والمفروض في هذا هو التجرد، فإذا كانت المرأة صالحة ديِّنة فليس للأب أن يتعرض للولد، وليس للأم أن تتعرض للولد؛ لكن إذا كان هناك مصلحة راجحة في اختيار الأب أو في اختيار الأم فحينئذ على الولد أن يأخذ برأي الأب أو برأي الأم، ولا يُغلِّب العاطفة التي عنده؛ لأن مستقبل الأمور بيد الله -جلَّ وعلا-، فقد يخالف أباه وتكون النتيجة فشل هذا الزواج، وقد يخالف أمه وتكون النتيجة فشل هذا الزواج، أو تكون النتيجة أنه لا يُرزق بأولاد من هذه المرأة. والمفروض هو تجرد كل من الأب ومن الأم ومن الزوج ومن الزوجة والنظر إلى الأصلح. وبالله التوفيق.