حكم الاستماع إلى الأناشيد الإسلامية في نهار رمضان
- فتاوى
- 2021-09-10
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (1492) من المرسل السابق، يقول: هل يجوز الاستماع إلى الأناشيد الإسلامية في نهار شهر رمضان مع العلم أنها لا تُلهي عن العبادة؟
الجواب:
الله -جلّ وعلا- قال في مُحكَم كتابه:"وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ"[1]، فهو -جلّ وعلا- يختار من الأمكنة، ومن الأزمنة، ومن الأشخاص، ومن الأحوال، ومن الأقوال، ومن الأعمال ما يشاء، ويرتب بعضها على بعض من ناحية الأفضلية، ومن ذلك شهر رمضان، فشهر رمضان له فضل عظيم، ولا ينبغي للشخص أن يستعمل في هذا الشهر ولا في غيره؛ ولكن له مكانة وله فضل لا ينبغي للشخص أن يستعمل نفسه إلا فيما يقربه من الله، ويختار من الأعمال والأقوال ما يكون أجره أكثر، فالرسول -صلوات الله وسلامه عليه-قال:« من قرأ القرآن فله بكلّ حرف حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: آلم حرف؛ ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف ». وكان جبريل عليه السلام ينزِل على الرسول ﷺ فيُدارِسه القرآن، يقرأ جبريل والرسول ﷺ يسمع، ثم يقرأ الرسول ﷺ وجبريل يسمع، وعارضه القرآن في السنة التي تُوفي فيها مرتين، فهذا يدل على فضل رمضان، وعلى فضل القرآن. معلوم أنه نزل في رمضان وفيه ليلة القدر:"إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ"[2]، فزمنٌ هذا فضله لا ينبغي للشخص أن يستعمل نفسه في أمور قد تكون محرمة، وقد تكون مكروهة، وقد تكون مباحة؛ بل عليه أن يشغل نفسه فيما يقربه إلى الله -جلّ وعلا-.
وقد كان الإمام مالك -رحمه الله- وهو إمام دار الهجرة، كان يجلس في مسجد الرسول ﷺ يعلّم الناس حديث رسول الله ﷺ، فإذا جاء رمضان اعتزل مجلس الحديث، وأكبّ على دراسة القرآن.
فإن ما يُسمى بالأناشيد الإسلامية، قد لا تكون التسمية صحيحة؛ ولكن الذين يبيعونها على الناس قد يُكسِبون بعض الأشياء المحظورة هذا الاسم من أجل أن يكون نافقاً، حتى يحصلوا على الربح. أين هذه الأناشيد من حديث رسول الله ﷺ؟
فالمقصود أن السائل عليه أن يشتغل بقراءة القرآن، فقد كان بعض الصحابة يختمون القرآن في رمضان، وكان بعضهم يختمه في النهار مرة وفي الليل مرة، وهذا من شدة عنايتهم في القرآن.
فالحاصل أن هذا الشخص لا يشتغل بهذه الأناشيد؛ بل يستبدلها بقراءة كتاب الله -جلّ وعلا-. وبالله التوفيق.