حكم قراءة القرآن بصوت مرتفع في المسجد بقصد إفادة الآخرين
- تعلّم القرآن وتعليمه وأخذ الأجرة وما يتعلق بذلك
- 2021-09-07
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (1361) من المرسل ن.ق.ع من حفر الباطن، يقول: إذا قرأ أحد القرآن بصوت مرتفع وهو في المسجد، أثناء الفترة ما بين الأذان والإقامة بقصد الإفادة للآخرين، وليس للرياء والسمعة.فهل يجوز له ذلك أم لا؟ وخاصة يوم الجمعة نسمع الأصوات مرتفعة في المسجد.
الجواب:
الشخص إذا دخل المسجد له حقٌ في المسجد بشرط ألا يُضر بالآخرين، فالذين يدخلون المسجد منهم الذي يشتغل في الصلاة، ومنهم الذي يشتغل بقراءة القرآن بينه وبين نفسه، ومنهم من يشتغل بقراءة القرآن بحيث يُسمع من عن يمينه وعن شماله، ومنهم من يشتغل بقراءة القرآن بحيث إنه يُلبِّسه على المصلي، وعلى الذي يقرؤه بينه وبين نفسه، وعلى الذي يقرأ قراءة يُسمع فيها من عن يمينه ومن عن شماله. والشخص الذي يقرأ بصوت مرتفع ولكنه يؤذي الناس الآخرين من المصلين والتالين للقرآن، أو الذين أيضاً يشتغلون بالأدعية؛ لأن بعض الناس لا يُحسن قراءة القرآن فيشتغل بالدعاء.
فإذا كان القارئ للقرآن يؤذي هؤلاء، فلا يجوز له أن يرفع صوته إلا إلى القدر الذي لا يكون فيه أذى؛ لأن تصرفات المكلف مشروط فيها ألّا يترتب عليها مفسدة راجحة؛ بل تكون مصلحة محضة، أو تكون مصلحتها راجحة، ولهذا إذا تساوت المصالح والمفاسد في تصرف المكلف؛ فإن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح.
والخلاصة أن هذا الشخص ينبغي أن يرجع إلى نفسه، وينظر هل يكون له أثر على الناس الآخرين بحيث إنه يضرهم، فإن كان ذلك كذلك فلا يجوز له أن يرفع صوته؛ بل عليه أن يقرأ القراءة بينه وبين نفسه. وبالله التوفيق.