توجيه لامرأة تضرب أبناء أختها المتوفاة وتقول لوالدتها: أنت كبيرة في السن ولا أحد يؤاخذك في الكلام
- فتاوى
- 2021-07-18
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (6064) من المرسلة أ.س. من شوية، تقول: لدي أخت متزوجة ولديها أطفال، وهي معلمة تربي أطفالها وتربي أطفال أختي المتوفاة منذ سنوات عدة، تقوم أختي بضربهم وشتمهم علماً بأنهم أطفال لم يبلغوا سن التمييز، وعندما تقوم بضربهم تأتيهم أمي؛ أي: جدتهم كي تحميهم منها، فتقوم بإلقاء الكلام الجارح على أمي وتقول لها: أنت كبيرة في السن ولا أحد يؤاخذك في الكلام وهي أمها، نرجو من فضيلتكم توجيهها وإرشادها، وهل هي آثمة بضرب الأطفال؟
الجواب:
هذه المرأة محسنة من ناحية الأصل وهو أنها تُعنى بتربيتهم، وهذه التربية تعتبر من باب الإحسان منها إليهم، ويكون صدقة -أيضاً- منها عليهم، وهذا المسلك الذي سلكته هو سببٌ مشروعٌ تترتب عليه نتائجه من جهة الأولاد ومن جهتها هي من ناحية الثواب العاجل والثواب الآجل.
أما ما يصدر منها من إساءة إلى الأولاد من ناحية السب والشتم والضرب، فهذا من ناحية السب الشتم لا يجوز لها أن تفعل ذلك؛ أما من ناحية الضرب فإن الضرب يختلف من ناحية كميته، ومن ناحية كيفيته، ومن ناحية سببه. فإذا كان سببه مشروعاً وكان الكم والكيف مناسباً للسبب فلا إثم عليها في ذلك، فقد قال ﷺ: « مروا أبناءكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر »، فلا مانع من الضرب إذا كان السبب مشروعاً؛ أما إذا كانت تضربهم من باب التعدي أو التشفي؛ لأنها بينها وبين أمهم عداوة فلا شك أنها آثمةٌ في ذلك، وإذا كان ضربها لهم من أجل أمرٍ يعود إليها؛ بمعنى: إنها تضيق نفسها بسبب ما يحصل منهم من تقصيرٍ أو ما إلى ذلك فعليها أن تصبر وأن تحتسب الأجر في ذلك؛ لأن الله سيعوضها عن هذا الصبر كما يعوضها على ما تبذله من إحسانٍ إليهم. وبالله التوفيق.
المذيع: شيخ عبد الله، أيضاً قضيتها مع والدتها أمرها خطير في تعديها بالكلام على والدتها، لعل لكم توجيهاً؟
الشيخ: أما ما يتعلق بوالدتها فوالدتها ينبغي أن تطبق عليها قوله -تعالى-: "وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24)"[1]، فإنها لا تتكلم عليها كلاماً سيئاً ولا تعاملها معاملةً سيئة. وبالله التوفيق.